-1-
الذين يتلون كتاب الله العظيم آناء الليل وأطراف النهار في مشارق الارض ومغاربها كثيرون ، وكثيرون للغاية، ولكنّالذين يجسدون معطيات القرآن في اعمالهم واقوالهم قليلون وقليلون للغاية، حيث لا نلمس اية ترجمة حقيقية للقرآن في مساراتهم العملية .
-2-
والامام الحسين (ع) هو القرآن الناطق ولقد كان قرأنا يمشي بين الناس…
وهذه هي قمة الأمجاد ، وأروع السمات والصفات ، حيث لا شيء أعظم مِنْ أنْ يكون الامام الحسين عِدْلَ القرآن ، ومُظهرَروائِعِه في كل الميادين السياسية والاجتماعية والانسانية والاخلاقية فضلاً عن الميدان العقائدي والتشريعي .
- 3-
وقد قال احد شعراء الولاء عن الائمة الهداة مِنْ أهل البيت (عليهم السلام) :
ساوَوْا كتابَ الله الاّ أَنّه
هو صامتٌ وهمُ الكتابُ الناطِقُ
مَنْ جاء بالقولِ البليغِ فناقِلٌ
عنهم والاّ فهو منهُمْ سارقُ - 4-
نقرأ في القرآن قوله تعالى :
” ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بانّ لهم الجنة يُقاتلون في سبيل الله فيقْتُلُون ويُقْتَلوُن وعداً عليه حقاً في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعكم به وذلك هو الفوز العظيم “
التوبة /111
فنجد في انطلاقة الامام الحسين (ع) ونهضته الخالدة أنصع ألوان بيع الأنفس والأموال ،والتجرد عن كل لذائذ الدنيا مِنْ أجْلِ نصرةِ العقيدة وازاحة كابوس الظلم عن الانسانية .
ان الامام الحسين (ع) افتدى الاسلام بنفسه وبأهل بيته وبأصحابه الابرار، وهذا هو الدليل على ان الاسلام كان اعز عليه من نفسه واهله واصحابه .
وهنا تكمن العظمة
والسؤال الان :
الى اي مدى بلغ تفاعلنا مع الاسلام ؟
وهل تَجَاوَزَ الايمانُ النظري بقداسة القرآن الى ميادين الحياة ليكون ايمانا عمليا ؟
واين هذا البرود والصدود من مواقف الامام الحسين (ع) واصحابه ؟
هذه هي المسألة الخطيرة
لولا ثورة الامام الحسين (ع) الزاخرة بالتضحيات وبالقرابين الزكية لاستطاع الامويون المضي في عبثهم وتحريفهموتزييفهم لحقائق الاسلام، ولعادتْ الجاهلية المبطنة لتحكم حياة الناس من جديد .
اننا تعلمنا ان نسعى من اجل المغانم والمكاسب الشخصية والفئوية وليس من أَجْل الحفاظ على الثوابت العقائدية والمقدسات الاسلامية
وهذا هو الخلل الكبير .
وما لم تكن تكن جذوةُ العمل لصيانة المقدسات من التحريف مُتَقِدَةً لاهبة في النفوس لا نستطيع أنْ نسمي انفسنا بالحسينيين .
والحسينيون هم ابطال العمل الجاد للاصلاح والتعبير للواقع الفاسد .
أما الفاسدون المفسدون ومن يسير في ركابهم فهم ليسوا بالحسينيين يقينا رغم مزاعمهم الباطلة وادعاءاتهم العريضة .
وقديما قال الشاعر :
اذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ
تبيّنَ مَنْ بكى مِمَنْ تباكى - حسين الصدر