الفنان المغترب علي نور الدين:
حاوره سمير خليل
من طيورنا المهاجرة صوب المنافي الفنان علي نور الدين الذي اختار السويد وطنا ثانيا له، لكنه مازال يحلم بوطنه الاول ويناجيه من خلال الاغنيات والالحان.
هناك مع برودة الاجواء، تمنحه الحان بلاده والاغنيات التي تعبق بعطر التراث والفلكلور دفئا وحيوية.
علي نور الدين، بدأ شوطه الفني من مدينة الحلة، لم يدرس الموسيقى والغناء اكاديميا واكتسب معارفه الموسيقية بجهده الشخصي، كان شغوفاً بالموسيقى والغناء وكانت محطته اليومية نقابة الفنانين في بابل, كان يستمع له الفنان الراحل حقي الشبلي وهو يعزف تقاسيم من مقام المدمي الحزين، عمل مع خيرة فناني بابل وموسيقييها وتعلّم منهم المزيد من المعارف وكان بمعية اساتذته الراحلين رشيد محمد علي وصبري عوض وعبد الرزاق محمد توفيق ورشيد جاسم الزبيدي، كذلك نال رعاية واهتمام الفنان الكبير فاروق هلال.
يقول نور الدين عن بداياته: تأثرت في بداية حياتي بالفنان فريد الاطرش وعازف الكمان احمد الحفناوي ومن العراق الراحلين الكبار غانم حداد وجميل بشير. في اول حفل فني شاركت فيه قدمت طقطوقة غنائية من تأليف الشاعر الكبير محمد المحاويلي اثارت الاعجاب وكان ذلك في المسرح الوطني وبادر حينها كبار الفنانين الى الصعود لتهنئتي وفي طليعتهم الفنان الراحل حقي الشبلي والفنانين سامي السراج وسعدية الزيدي، وحقق اوبريت “زغردي يا بلادي” كلمات الشاعر شكر حاجم الصالحي الذي قدمناه يومذاك المركز الأول على مستوى العراق”.
عن حال الاغنية العراقية اليوم يقول: توجد أصوات جميلة والحان معبرة لكنها اشبه بالمكررة ايقاعياً , واعتمدت في معظمها على محاكاة العيون لا الآذان وتحولت الى اغنيات صورية يتابعها المشاهد للتمتع بجمال اجسام المؤديات من الراقصات التعبيريات”.
* ماهي آخر اعمالك؟
– “بدأت أوثق وأعيد الاغاني العراقية القديمة بشكل جديد، كما انتهيت من تسجيل انشودتين كتبها الشاعر شكر حاجم الصالحي هما: (ما نتراجع) و(يل فديت ابلادي) . وهناك اعمال جديدة تنتظر الانجاز، مشاركة متواضعة مني في اسناد ودعم الحراك الشعبي”.
حصل الفنان نور الدين في اوروبا على شهادة البكالوريوس في العلوم الموسيقية ثم الماجستير بإشراف الفنان الدكتور حسين الانصاري، عمل مدرساً للموسيقى لطلاب الجالية العراقية والسورية, وأسس ستوديو للصوت والصورة في بيته السويدي وبدأ بتوثيق وإعادة الاغاني العراقية القديمة بشكل جديد.