احتفلنا امس بيوم المرأة، وهنأنا اللواتي نعرفهن والقريبات منا به، واكثر من هذا قرأنا الأخبار والشعارات وتابعنا الفعاليات التي أقيمت بالمناسبة…فهل نكتفي بما فعلنا من دون ان نسأل وبقية الأيام لمن؟
الكل يعرف ان هنالك – عدا هذا اليوم – يوما للرجل، وآخر للطفل وثالث للأم، لكن القلة فقط يتساءلون: بقية الأيام لمن؟
في كل سنة تبتكر الأمم المتحدة موضوعا ليكون موضوع تلك السنة الذي تقيم الدول فعالياتها وانشطتها على أساسه، في وقت تعاني المرأة فيه ما تعاني من محيطها الذي تحياه مرغمة، مثل المنسية كمنجل الحصاد، لا يكترث لنسيانه الفلاح لأنه يعلم تماما انه سيجده في الصباح عند البيدر.
والمفارقة ان الفلاح يعرف قيمة البيدر، لكنه ينسى قيمة المنجل، وينسى ان سيقان السنابل كانت ستجرح يديه لو اضطر الى قطعها بهما.
على مدى سنوات يطالب الجميع ومن هذا الجميع النساء انفسهن بمساواة المرأة بالرجل، من دون ان يدرك البعض ان من الخطيئة والتجني ان نجعل من الرجل معيارا تستند اليه المساواة.
ما افضلية الرجل على المرأة ليكون معيار اوليا في المساواة؟
اكثر من هذا، كلما اضطر مسؤول او سياسي لكتابة كلمة او القائها في حفل خاص بالمرأة نجده حين يدعو الى المساواة يضع معايير لقيمة المرأة حين يستشهد بانها الأم والأخت والزوجة، من دون ان يسأل هل تنعدم قيمة المرأة ان لم تكن اما او اختا او زوجة؟
الا تحتمل هذه المعايير، التجني؟ اوليس يعني هذا انتهاكا لحق انسان وجد على الأرض مثل بقية الناس بغض النظر عن النوع سواء كان رجلا ام مرأة؟
حتى الشعرات التي نرفعها والتهاني التي نرددها حين نحتفي بيوم المرأة، ننحاز ضد المرأة من دون اداراك منا.. ” وردة من القلب للمرأة في يومها ” ، ” في يوم المرأة نهنيء كل نساء العالم” .. ” يوم المرأة تذكير لنا بفضلها ” وهكذا تتكرر اخطاؤنا في كل سنة وكل يوم للمرأة.
الاحتفال بالمرأة في يوم واحد، أمر مرفوض، لكن لا بأس اذا جعلنا منه ضوءاً يتسلط على الواقع ليجلي الحقائق، ومن اجل ان تنجلي الحقائق كما ينبغي يتعين على الاعلام أولا وقبل أي من الفعاليات السياسية او الاقتصادية ان يرسم مساراته كما يفترض ان يتحقق للمرأة، حين ينادي بمساواة المرأة من دون معايير تضرب جذورها في القدم والتجني.
هنا في الصباح الجديد نعد ان تكون المساحة للمرأة مثل اية مساحة لاي انسان او عنصر كان ونعد بتجاوز معايير التجني بالانحياز الى الحكمة في التعامل مع المرأة التي نرى انها القيمة الأعلى لأنها ام الحياة ودوام وجودها، ومن هنا لن تكفينا الصفحة التي نشرناها امس بيومها، ولسوف يخصص ملحقنا في الخميس المقبل للاحتفاء به.
اسماعيل زاير