يقدم محافظ النجف الاشرف لؤي الياسري مثالا حيا لمنافع التخلي عن سطوة الاحزاب على المقدرات في المحافظات العراقية ودورها السلبي في عرقلة مشاريع الاعمار في المدن والقرى والقصبات فعلى مدى السنوات الماضية عانى سكان المحافظات من تدهور واقع الخدمات وتردي المؤسسات الصحية والتعليمية وافتقار مدن كاملة للحد الادنى من هذه الخدمات وكان السبب الرئيسي في هذا التراجع سلسلة من المعوقات ابرزها شحة الموارد المالية وسيطرة أعضاء مجالس المحافظات وهيمنتهم على القرارات وتبنيهم لخطط مشاريع الاعمار وتدخلاتهم المستمرة في شؤون الادارات المحلية التي يمثلها المحافظ ونوابه وكان من الطبيعي أن تتخذ الاحزاب والتحالفات السياسية في هرم السلطة وفي مجالس المحافظات من هؤلاء الأعضاء ادوات لتصفية الحسابات السياسية مع الغرماء والمنافسين والخصوم لتتحول هذه المجالس خلال السنوات الماضية إلى منابر متعددة يرمي بعضها الاخر بالاتهامات ويقف الآخر حجر عثرة أمام العديد من القرارات التي كانت تستهدف تطوير الاداء بما يجعل عجلة الاعمار تدور وتدور معها النشاطات البشرية في مدن العراق المختلفة وماان تم التصويت على قرار الغاء الدورة الانتخابية الحالية لمجالس المحافظات تحت ضغط التظاهرات الشعبية العارمة والمطالبات بانهاء دور وعمل هذه المجالس واتهامها بملفات الفساد حتى انبرى عدد من المحافظين على تلقف المبادرة مدعوما بتعديل مجلس النواب الصلاحيات الممنوحة لهم واقدموا على تحريك مشاريع الاعمار في محافظاتهم حيث تشهد محافظة النجف الاشرف منذ شهور حملات واسعة لتعبيد الطرق وانشاء مشاريع شبكات ماء الشرب وشبكات الكهرباء واستكمال بناء المستشفيات والاعلان عن مناقصات لاحالة عشرات المشاريع الخدمية إلى الشركات الاستثمارية بشكل مباشر والايذان باعلان عهد جديد تودع فيه المحافظات حقبة البيروقراطية والروتين والانطلاق بمشاريع تسابق الزمن وتعوض سكان المحافظات عن سنوات الحرمان ومثلما تشهد النجف الاشرف هذه الثورة في مجال الاعمار تشهدمحافظات أخرى طفرة في الاعمار مثل محافظة الانبار والبصرة وغيرها .لتؤسس لمرحلة جديدة تنتهي فيها مسارات الفشل المتراكم على مدار السنوات الماضية بسب التطبيق السيء والمشوه لتجربة قانون مجالس المحافظات.
د. علي شمخي