سمير خليل
لعل ما يميز معهد الفنون الجميلة للبنات في البصرة، تنوع نشاطاته على الرغم من إمكاناته البسيطة، وربما يعود سبب بساطة الإمكانات الى انه ولد من رحم الحصار الخانق الذي فرض على البلاد، ذلك لأن هذا المعهد انشطر عن معهد فنون البصرة الذي كان مختلطا، في سنة 1997، بقرار وزاري ينص على انفصال البنات عن البنين في جميع محافظات العراق.
من مفارقات هذا المعهد انه يخلو من قسم للمسرح، لكنه يقدم عروضا مسرحية، كيف؟
تجيب الدكتورة خلود جبار الشطري مديرة المعهد موضحة: “لا يوجد في معهدنا قسم للمسرح، إضافة الى ان المعهد لا يمتلك (اذا جاز لي التعبير) قاعة مسرح، فكانت عروضنا في مول التايم سكوير وحسب الضوابط والتعليمات، وبسبب بعد المكان انتقلنا بفعالياتنا الى المعهد، وعملنا قدر المستطاع على تهيئة قاعة عرض خاصة، وبالتعاون مع مديرية التربية في البصرة لتجهيزنا ببعض الأجهزة الصوتية”.
اكثر من هذا تناولت مديرة المعهد نشاطات عدة يتولاها…تقول: “بجهود بعض المدرسات في مادة التصوير الفوتوغراف، اقمنا مهرجان سينما الموبايل في دورته الأولى بالتعاون مع معهد البنين، وكانت مشاركة جيدة بجهود الطرفين، وبإدارة الاستاذ عباس حمدان مشكوراً، والأساتذة كريم خزعل، وكاظم حسين، مع الست شيرين خير الله من معهد البنات، وبمساهمة مصممة الدمى وداد ريسان، اقمنا ثلاثة مهرجانات طيلة ثلاثة اعوام للصغار من رياض الأطفال وتلاميذ المرحلة الابتدائية، فكانت تجربة ناجحة برغم ضعف الإمكانات، ناهيك عن المشاريع والمعارض التي نقيمها سنوياً في قسم التصميم والاقسام الأخرى.
وأضافت: “عزمنا على تصميم مجموعة من المجلات بجميع التخصصات وبحوث ترتقي بالمعهد، ولدينا مجلة خاصة ننتظر الموافقات الوزارية لكي تكون منهاجاً لرياض الأطفال باللغة الإنجليزية، وهي ثمرة جهود معهدنا مع مدرسة الحاسوب وفاء كاظم والست بيسان”.
وحسب الشطري:” يضم المعهد: قسم الفنون التشكيلية بفروعه الأربعة الرسم والنحت والسيراميك والفخار، القسم الثاني، الخط والزخرفة، القسم الثالث التصميم، ونعمل في هذا القسم على التصميم الطباعي لقلة تكاليفه، والقسم الرابع، السمعية والمرئية الذي استحدث حديثا”.
وتابعت: “يبلغ عدد طالبات المعهد وحسب المراحل 120 طالبة لجميع الأقسام في المرحلة الأولى، والثانية 85 لجميع الأقسام والثالثة 52 ولجميع الأقسام والرابعة 43 لجميع الأقسام أيضا، اما المرحلة الخامسة فتضم 53 طالبة ولجميع الاقسام”.
يذكر ان مديرة المعهد الدكتورة خلود جبار حاصلة على شهادات اكاديمية وتقديرية في مجال المسرح والسينما والتليفزيون والإذاعة، ولها مجموعة من البحوث والدراسات والمقالات الأدبية، مثلت العراق في عدد من المحافل الدولية.
من الذاكرة
افتتح عام 1936 في بغداد معهد الموسيقى العراقي، وعين الموسيقار محي الدين حيدر مديرا له، وفي عام 1940 فتحت وزارة المعارف آنذاك فروعا للتمثيل والرسم والنحت فسمي حينذاك “معهد الفنون الجميلة”.
وعلى مدى سنوات ظل المعهد الوحيد على صعيد العراق، حتى بادرت وزارة التربية الى فتح معاهد مماثلة في بقية المحافظات. عام 1977 افتتح معهد الفنون الجميلة في محافظة البصرة، وكان مختلطا بين الجنسين، وفي عام 1997 ولد معهد الفنون الجميلة للبنات في البصرة
