يستعد رئيس الوزراء الجديد محمد توفيق علاوي لبدء مشاوراته والانطلاق نحو تشكيل حكومة جديدة تتسق مع تطلعات الشعب العراقي التي مثلتها المطالبات المشروعة للمتظاهرين في ساحات التظاهر ويجب على السيد علاوي الحرص على تفعيل وتطبيق ما الزم به نفسه في خطاب التكليف حينما تحدث عن دولة المواطنة وحينما اعلن عن سعيه لحصر السلاح بيد الدولة ورفض أي تدخلات حزبية في شكل الحكومة المقبلة واختيار الوزراء ومن المهم جدا أيضا تنفيذ ما وعد به حينما قال انه يريد ان يفتح حوارا مع المتظاهرين واشراك ممثليهم في لجانه الاستشارية واحترام التضحيات التي قدمها ثلة من الشباب الشهداء والوفاء لهم من خلال الاستجابة لشعارات انتفاضة تشرين التي تعمدت بدماء اكثر من 600 شهيد والاف الجرحى.
وعلى الرغم من أن السيد محمد توفيق علاوي يعلم جيدا أنه ليس خيار الشعب العراقي بل هو خيار الاضطرار الذي اتفقت عليه القوى السياسية للخروج من المأزق والانسداد السياسي الذي تسبب به رفض وعجز وفشل هذه القوى في الدفع بمرشحين ينالون رضا اغلبية الشعب العراقي التي ساندت المحتجين الا أن الصبر والحكمة والقبول بهذا الخيار سيرسل رسالة ايجابية لرئيس الوزراء هي بمنزلة تأييد وتصديق لما قاله في خطاب التكليف وتحميله امانة التنفيذ لكل ما قاله وما وعد به وحينما تتحقق دفعة أولى من هذه الوعود فان الامل سيتسع بوفاء رئيس الوزراء محمد توفيق علاوي بوعوده وهذا يعني أيضا الاقتراب من تنفيذ تطلعات الشعب نحو التغيير وفتح صفحة جديدة من العمل السياسي تمكن العراق من الخروج من هذه المحنة باقل التضحيات وتجنبه منزلقات خطيرة وخسائر فادحة ..السيد علاوي تفضل ننتظر منك افعالا لا اقوالا ..!
د. علي شمخي