في عيدك سيدتي

سمير خليل

حلّ آذار علينا، حلّ الربيع علينا، حلّ يوم مغاير علينا، يوم مختلف، رقيق عذب، حنون طيب كقلبك سيدتي، في عيدك الآذاري الجميل تتفتح الازاهير وتهدل الحمامات، تغني أغنية المرأة، سيدة الانسانية، حاضنة القلوب وأمينة الارواح.

طوال أيام السنة وأنت لا تملّين أو تكلّين من العطاء، من البذل، من السخاء، تغمرينا بكرم روحك ونبض قلبك المفعم بكل أسماء الرحمة والمودة والمحبة، طوال ايام السنة وأنت صخرة الصبر والتحمل والتضحية، لم تحصلي خلال هذه السنة الا على هذا اليوم، وهو بالتأكيد يوم لا يشبه باقي الأيام.

أنت صاحبة الفضل علينا أن نكون بشرا اسوياء، أنت من اطعمتنا وصقلت ارواحنا والبستنا رداء الصحة والعافية، لم نكن نحن لولاك، انت النبع الصافي الذي تدفقنا منه شلالات انسانية، صقلت قلوبنا بفيض الرحمة وغسلتها بفيض المحبة.

طوال سنوات وانت تحملين وزر عذاباتنا، تلملمين جراحاتنا، تعينينا على مصائب الدهر، ما مر علينا نراه في عينيك التي استوطنتها الدموع وابت الانغلاق وهي تشهد المآسي والكوارث والارهاب الاسود، فكم من ابن أو أخ أو زوج أو قريب أو صديق صعدت روحه الى بارئها وهو بين أحضانك، تمسدين جبهته بحنو يديك المعروقتين بالحنان والرأفة، قلبك ينزف وحضنك مخضب بالدماء الزكية، وعندما انتصرت الارادة واستبشرت الانسانية بإشراقة عراقية جديدة نهضت من بين الركام كنت في المقدمة لإعادة الحياة، كنت الام والمعلمة والطبيبة والممرضة، كنت الاخت والزوجة والجّدة، تبنين مع من يبني مثلما كنت تقاتلين الارهاب وغربان الشر مع من يقاتل.

امي، اختي، ابنتي، زوجتي، في عيدك انحني لأقبل يديك واقبل جبهتك الناصعة الصفاء، في عيدك، اسمحيلي أن أقدم لك كل امتناني ومحبتي وتقديري واحترامي باقة ورد عطرة، طوق محبة وعرفان وروده قلوبنا التي تنبض بالشكر والامتنان.

شكرا لأنك في حياتنا، شكرا لأنك ميزان حياتنا، شكرا لأنك من علمنا الحياة، علمتنا كيف نكون أقرب الى المحبة والرأفة والتراحم لنعيش في عالم آمن تشرق فيه شمسك، شمس المرأة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة