بغداد – وداد إبراهيم:
نعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق القاص والروائي القدير أحمد خلف، حيث جاء في البيان الذي أُعلن بعد ساعات من وفاته:
“ينعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق القاص والروائي أحمد خلف، الذي فارق الحياة اليوم الاثنين 6 كانون الثاني 2025، في بغداد، تاركًا نتاجًا أدبيًا كبيرًا ومهمًّا.”
ويحتل أحمد خلف مكانة بارزة ومرموقة بين الأدباء العراقيين والعرب المعاصرين، باعتباره أحد أبرز الساردين العراقيين في القرن العشرين.
وجاءت كلمات الحزن على صفحات أصدقائه من الكُتّاب والصحفيين، حيث كتب عماد جاسم على صفحته في شبكة التواصل الاجتماعي:
“معلم السرد الذي تعلقنا بفنون قصصه منذ أولى بوادر الوعي، تدرجنا بمحبة بالغة في متابعة اشتغالاته. كان يستثمر انطلاقته مع الستينيين، لكنه تمرد عليهم واختص لنفسه دروبًا ناضجة في كتابة القصص الملهمة للأجيال التي لاحقت تفوقه وتفرده. لقد أدهشنا بأسلوبه الذي يتجاوز المألوف. كان العارف المغامر الذي كثيرًا ما يحاكي سيرته الشخصية بعيدًا عن نمطية الساردين التقليديين. لقد اعترفت له بأن بعض أعماله مرهقة للقارئ، فلم ينكر ذلك، بل قال: ‘لا بد من جهد ذهني ومعرفي للقارئ لاصطياد دهشة التلقي” .
“وكنت أتوجه إليه في مساءات يومية عندما كان طالبًا في قسم التاريخ بالفرع المسائي في أواسط تسعينيات القرن الماضي. كنا ننشغل بحوارات نقدية وثقافية تتسم بالعمق والهدوء، وهي صفات امتاز بها صديقنا المحبوب، الذي كان يُؤرخ لحزنه الذاتي مثلما تؤرشف أعماله حزن العراقيين ونكباتهم”
وكتب الصحفي والكاتب عبد الجبار العتابي على صفحته:
رحل أحمد خلف، القاص والروائي والصديق، بصمت كبير وهدوء رهيب. لم تتناقل أخباره وسائل الإعلام، ولم يُذكر شيء عن مرضه أو اعتلال صحته. كنت أتواصل معه عبر فيسبوك، وكان يمنحني كل ما أريده بكرم. كنت أتمنى أن أزوره وأهدي له مؤلفاتي الأدبية الأخيرة، ولكن للأسف فاتتني الفرصة. ها هو يرحل بهدوء. ومن العجب أن يموت الأدباء الكبار بصمت. رحل الصديق أحمد خلف، الأديب المتواضع المبدع، الذي لم يجرِ وراء الشهرة والإعلام. كان يحتفي بنفسه ببساطة، وكثيرًا ما شعرت به طفلاً كبيرًا برهافة حس وبراءة. رحمك الله يا صديقي. ستبقى علامة بارزة في الأدب العراقي لا تُنسى.”
والمعروف أن الأديب والقاص أحمد خلف ينتمي إلى الجيل القصصي الستيني الذي عُرف بالتفرد الريادي والتأثر بما بعد الحداثة. وقد ألقى هذا التأثر بظلال نجاحاته على الأجيال اللاحقة من خلال تأسيسه لمنظومة جمالية وإبداعية في عوالم السرد.
ولد خلف في الشنافية، إحدى نواحي محافظة القادسية، عام 1943. نشر عام 1966 أولى قصصه القصيرة بعنوان “وثيقة صمت” في ملحق صحيفة الجمهورية ببغداد. بين عامي 1978 و1985، عمل مشرفًا على الأقسام الثقافية في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ثم انتقل للعمل في مجلة “الأقلام الأدبية”.
نزهة في شوارع مهجورة 1974.
القادم البعيد، منزل العرائس، صراخ في علبة، خريف البلدة، في ظلال المشكينو، تيمور الحزين، مطر في آخر الليل، الخراب الجميل (1980)
وأعمال أخرى.
أحمد خلف.. معلم السرد الذي رحل بصمت
التعليقات مغلقة