بغداد/ احمد الانباري تصوير / حيدر منير
تعد دار ثقافة الأطفال المؤسسة الوحيدة ذات الطابع الحكومي تعنى بثقافة الطفل يتميز نتاجها بالرصانة ولها بصمة متميزة وراسخة في اذهان أجيال عراقية وعربية متعاقبة كثيرة.
اقامت دار ثقافة الأطفال حفلا فنيا متميزا لاحياء ذكرى تأسيسها السادس والخمسين من العطاء الثقافي الثر، وسط حضور متميز، برعاية وزير الثقافة والسياحة والآثار الدكتور أحمد فكاك البدراني واشراف وحضور وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور فاضل محمد حسين ومتابعة مديرها العام الدكتور اسماعيل سليمان حسن، على مسرح النوارس في مقر الدار الرئيس الكائن وسط العاصمة بغداد، حملت شعار ( بالبهجة والفرح…..شموعنا تتألق بالعطاء والامل).
كما حضر الحفل ممثلون عن المؤسسات التربوية والثقافية والاعلامية ووزارة الداخلية ممثلة باللواء الدكتور عدنان حمود سلمان مدير حماية الاسرة والطفل من العنف الاسري ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية وسكرتير هيئة رعاية الطفولة فتوح عبد الكريم وايقونة الطفولة العراقية نسرين جورج وعدد من منظمات المجتمع المدني ونخبة من المثقفين والمهتمين بثقافة الأطفال واعلاميين .
وقد قص البدراني وكيل وزراة الثقافة الشريط معلنا بدء الاحتفال مستعرضا لمعرض رسوم الاطفال لمسابقة الرسم ومعرض فوتوغرافي لمصوري الدار ومعرض للوحات رسوم تشكيلية لرسامي الدار أيضا، أضافة الى معرض تشكيلي متكون من أعمال رسم وخط وأخرى فخار لطلبة معد الفنون الجميلة بأشراف معاون المعهد فضلا عن فعالية سمبوزيوم للرسم الحر لطلبة المعهد تميزت بمواضيع عن مفردات الحياة اليومية والطبيعة اضافة الى معرض لإصدارات الدار من مجلتي والمزمار والسلسلة القصصية لعام ٢٠٢٤.
تلاه عزف النشيد الوطني وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على ارواح شهداء العراق وغزة ولبنان.
وكانت للوكيل البدراني كلمة نقل فيها تهاني وتبريكات الوزير للملاكات العاملة في الدار بمناسبة ذكرى التأسيس وعيد رأس السنة الجديدة متمنياً دوام التألق والنجاحات ، مضيفا بالقول ً: أننا بهذا الاحتفال نستذكر التاريخ الطويل لإنجازات وابداعات دار ثقافة الاطفال التي شكلت إرثاً ثقافياً وفنياً ومعرفياً ومن لديه هكذا تاريخ فإنه صامد وناجح ومتواصل في الحياة .
واشار إلى مرحلة الطفولة الجميلة التي وصفها بأنها الحرير المزين بالالماس وارواح مطهرة بالنقاء والصفاء تجعلنا نتمنى العودة إليها لنغادر الكراهية والضغائن ونلتقي بالبراءة ولكنها تاريخ ابتعدنا عنه ، مؤكدا ” بأن دار ثقافة الاطفال ينتظرها مستقبل واعد يليق بتاريخها برغم الصعوبات التي واجهت عملها من حيث التمويل لإصدار مطبوعاتها بعدما كانت تصدر من 40-50 الف نسخة اسبوعياً اصبحت اقل عدداً وبإصدار شهري وفصلي إلا انها واصلت مسيرتها وأصبحت بحق تمثل قصة نجاح وبقيت دارا للمبدعين باختلاف اعمارهم وانساقهم الفنية والثقافية المختلفة”.
بعدها ألقى المدير العام للدار كلمة وصف فيها دار ثقافة الاطفال بأنها من أهم المؤسسات التي تهتم بالطفولة والتي تركت بصمة متميزة في قلوب واذهان اجيال متعاقبة من الأطفال داخل العراق وخارجه.
واكد المدير العام ان الدار كانت ولاتزال وستبقى حريصة على تقديم المحتوى الغني المتنوع الهادف الذي يعتمد الجودة العالية التي تراعي احتياجات الطفل المتغيرة وتحفز عقله وخياله وتوسع مداركه وتنمي قدراته وحب المعرفة والاستطلاع ، مشيرا إلى ان مسيرة الدار مرت بمراحل مختلفة إلا إنها استمرت وواصلت تحقيق اهدافها الإنسانية وحافظت على هويتها الخاصة.
وتواصلت فعاليات الاحتفال بعرض فلم وثائقي عن انجازات الدار لعام 2024 من اعداد واخراج احمد عبد الله، وعرض مسرحي لفرقة قسم فنون الدار بعنوان (من لا يعمل لا يأكل) اخراج الفنان قائد عباس، كما قدم الشاعر خالد حيدر قصيدة عن الطفولة.
بعدها قدمت مدرسة الموسيقى والباليه فعالية دبكة الجوبي وبازياء فلوكلور العراق كالصاية الرجالية والهاشمي البصراوي من الإدارة وتصميم الفنان نصير كامل،
كما قدم قسم الموسيقى لمعهد الفنون الجميلة مجموعة من الوصلات الغنائية الفردية بقيادة الفنان طلال علي رئيس قسم الموسيقي في المعهد، وبمشاركة عازفين من طلبة المعهد ايضا.
ووسط أجواء الفرح احتفل المشاركون بقطع كعكة التأسيس وتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية على المشاركين من الأطفال والمؤسسات الاخرى فضلا عن تكريم الموظفين المحالين على التقاعد لهذا العام وهو تقليد سنوي تجريه الدار في هذه المناسبة بالتحديد.
واعربت الاعلامية نسرين جورج أيقونة الشاشة العراقية، عن سعادتها بحضور هذا الحفل ومعايشتها لذكريات برنامجها المشهور سينما الأطفال والذي كان يقدم من مبنى الفانوس السحري وحاليا هو (احد المراكز الثقافية التابعة للدار) وهو من برامج العائلة العراقية آنذاك ، مقدمة التهاني والأمنيات للعاملين في الدار مشيدة بدور القائمين عليها.
كما اعرب الدكتور والفنان طلال علي رئيس قسم الموسيقى لمعهد الفنون الجميلة في كلمة له عن تربية اجيالنا على ما تصدره الدار في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي من موضوعات جميلة وقصص مشوقة لمجلتي والمزمار التي لا تفارق العائلة العراقية آنذاك، ومشاركتي لهذا اليوم هو جزء من الوفاء لهذه المؤسسة العريقة.
وبهذا تكون الدار قد اضافت بصمة ثقافية أخرى لسجلها الثقافي الثر ونقطة مضيئة في فضاء الثقافة العراقية.
“بالبهجة والفرح..شموعنا تتألق بالعطاء والامل” وسط احتفال فني متميز..”ثقافة الأطفال”توقد شمعتها الـ”56″
التعليقات مغلقة