الإطاحة بآخر نظام بعثي في المنطقة: الأسد يفرّ من سوريا ويترك السلطة للمعارضة

بغداد- الصباح الجديد:
أطاحت المعارضة السورية المسلحة، أمس الأحد، بالرئيس بشار الأسد بعد السيطرة على دمشق، منهية حكم أسرته الحديدي الذي دام نحو 50 عاما بعد حرب أهلية استمرت ما يربو على 13 عاما في لحظة مزلزلة للشرق الأوسط.
وورد في بيان للمعارضة المسلحة “تم بحمد لله تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد”، وأضافت أنه تم إطلاق سراح جميع المعتقلين.
وتولى حافظ الأسد الرئاسة في سوريا منذ عام 1971 وحتى وفاته في عام 2000 ليخلفه ولده بشار، في ظل حكم وصف بأنه ديكتاتوري وقمعي.
واندلعت الانتفاضة في سوريا عام 2011، وتسببت خلال السنوات العشر اللاحقة بمقتل نحو 400 الف شخص ونزوح أعداد كبيرة داخل البلاد وخارجها.
ونجح الجيش السوري في الفترة اللاحقة وبدعم من روسيا وإيران وفصائل مسلحة في استعادة نحو 65% من الاراضي.
وفي الأيام الاخيرة، عادت المواجهات ونجح المسلحون في السيطرة على المناطق واحدة تلو الأخرى حتى نجحوا بنحو مفاجئ من السيطرة على دمشق ومؤسساتها الرسمية.
وبالتزامن مع اختفاء الأسد، أعلنت الحكومة الاستمرار في عملها لحين تسليم السلطة رسمياً لما يسمى بالمعارضة.
وهذه الانتفاضة ضد النظام السوري ليست الأولى، بل سبقتها انتفاضة ضد حافظ الأسد، الذي أباد نحو 10 آلاف شخص في عام 1983 في هجوم استمر ثلاثة أسابيع.
ويعد النظام السوري السابق، آخر نظام بعثي في المنطقة، بعد أن أسقطت الولايات المتحدة الأميركية نظام صدام في العراق عام 2003.
ردود أفعال دولية

وتوالت ردود الفعل الدولية على إسقاط المعارضة لرئيس النظام السوري بشار الأسد.
وقال نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط دانيال شابيرو، إن الولايات المتحدة ستبقي على وجودها في شرق سوريا وستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع عودة ظهور تنظيم داعش الإرهابي”
ودعا شابيرو، جميع الأطراف إلى حماية المدنيين وخاصة الأقليات والالتزام بالمعايير الدولية.
وأضاف، أن “الظروف الفوضوية والتطورات الكبيرة على الأرض في سوريا تتيح لداعش مساحة لإيجاد فرصة ليكون نشطا ويخطط لعمليات في الخارج ونحن عازمون على العمل مع هؤلاء الشركاء لمواصلة إضعاف قدراته”.
وأردف شابيرو، “نحن (عازمون) على القضاء تماما على داعش والتأكد من احتجاز مقاتلي التنظيم وإعادة النازحين”.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان رسمي، أن الأسد تخلى عن منصبه ووجّه بنقل السلطة سلميا، بعد مفاوضات مع عدد من أطراف النزاع السوري المسلح.
وأكد البيان، “عدم وجود تهديد جدي على أمن قواعدها العسكرية في سوريا، مشيرة إلى أنها في حالة تأهب قصوى.
وشدد، على أن “موسكو على اتصال مع كافة فصائل المعارضة السورية”. مؤكداً أن الأسد غادر سوريا”.
فيما قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن نظام الأسد سقط وانتهت حقبته مشددا على ضرورة أن تتم العملية الانتقالية بسلاسة مع عدم الإضرار بالشعب السوري.
وشدد فيدان على ضرورة “عدم السماح للمنظمات الإرهابية باستغلال الأوضاع الحالية في سوريا”.
إجراءات أمنية وترقب عراقي للأحداث
وفي غضون ذلك، أغلق العراق حدوده البرية مع الجانب السوري، ونشر تعزيزات عسكرية لمنع حدوث أي طارئ.
وتناقلت وسائل إعلام فيديو مصور يظهر ضابطاً عراقياً يتحدث إلى سوريين عبر البوابة الحدودية في منطقة القائم ويحذرهم من الاقتراب، ويقول لهم إن أي شخص يحاول أن يتجاوز هذه البوابة سيعرض نفسه إلى الموت.
كما أخلت السفارة العراقية في سوريا طواقهما، فيما شكا عراقيون عالقون في الاراضي السورية انقطاع اتصالاتهم مع السفارة.
من جانبه، أجرى وزير الداخلية عبد الأمير الشمري جولة شملت نينوى والانبار، وقال في مؤتمر صحافي، أمس أن “الشريط الحدودي مؤمن بشكل كامل من قبل قيادة قوات الحدود وهناك منظومة موانع ممتازة اضافة الى المسك ومنظومة المراقبة”.
وأضاف الشمري، أن “الحدود تم تعزيزها بقطعات اضافية من الجيش والحشد والتي مسكت خط دفاعي ثاني”.
وأشار، إلى “متابعة مستمرة من قبل القائد العام للقوات المسلحة لكل أمن الحدود وبالذات الشريط الحدودي مع سوريا”، مؤكداً “اتخاذ اجراءات على الحدود”.
إلى ذلك، ذكر قائد قوات الحدود للمنطقة الثانية اللواء الركن خير الله عيسى، أن “الوضع على الحدود مع سوريا مؤمن بالكامل ولدينا 4 موانع (خنادق، سواتر ترابية، ومانع سلكي قنفذي، جدار كونكريتي بارتفاع 3 أمتار ونصف المتر)”.
وأضاف عيسى، أن “القوة الماسكة للمعبر ،مكونة من 4 ألوية و6 أفواج احتياط ضمن هذا القاطع ممتدة على طول الحدود وفوج مشاة آلي احتياط، مع وجود الحشد الشعبي في العمق ولا يمكن خرق الحدود بأي شكل من الأشكال والمنفذ مغلق”.
وأشار، إلى “الاستعداد والتأهب لأي احتمالات والحدود جميعها مراقبة بالكاميرات التي وصل عددها الى 105 كاميرات”.
ومضى عيسى إلى “تعزيز القوات المتواجدة على معبر القائم والأسلحة كافية ولن يكون هناك خرق”.
وقال النائب عن الإطار التنسيقي عقيل الفتلاوي في تصريح إلى “الصباح الجديد”، إن “تسارع الأحداث في سوريا يتعين أن تجعلنا أكثر حذرناً”.
وتابع الفتلاوي، أن “البرلمان يشدد على القوات المسلحة بان تمارسها دورها في حفظ أمن الحدود وتنتبه لأي تطور قد يحصل في المستقبل”.
وأشار، إلى أن “الذي تعيشه المنطقة اليوم هو مخطط تقوده جهات خارجية”، مشدداً على أن “الوضع في العراق مختلف والعراقيون أدركوا المؤامرة ولا يريدون إعادة تجربة عام 2014”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة