ابتسام يوسف طاهر
لا اعرف وجهة نظر البعض ممن تتسابق الفضائيات لإستضافتهم، ممن رفضوا حالة الطواريء التي اعلنها رئيس الوزراء.. والتي جاءت متأخرة جداً. ولكن ان تأتي مـتاخراً خير من ان لا تأتي، كما يقول المثل الانجليزي.
منهم من التمسنا فيه حساً وطنياً حين عد نفسه معارضا للنظام السابق في بريطانيا. واذا بالتناحر السياسي يزيح الاغلفة التي «سلفنوا» وجوههم بها لينزعوا طبقاتها حسب ما تتطلبه المرحلة وتياراتها الهوائية!. فقد فسر بعض هؤلاء حالة الطواريء على انها ضد ماسماه بالمكون السني الذي ينتمي له الان. واظهر نفسه مدافعا عن تلك الفئة.
فرئيس الوزراء كان عليه اعلان حالة الطواريء منذ حملة التفجيرات التي طالت بغداد بلا توقف ولاهدنة منذ 2004 ودخول المرتزقة او مايسميهم البعض(المجاهدين). لكنه في كل مرة يتراجع عن أي قرار يتخذه تحت ضغط كتل وقوائم! من التي اثبتت مواقفها انهم وراء تلك التفجيرات وعمليات القتل الجماعي التي استهدفت اكثر مناطق العراق. فاي استقرار امني، يتصورونه لصالح حكومة المالكي، فكل همهم هو اسقاط الحكومة وان كان لهم فيها حصة الاسد. وقود حربهم تلك هو الشعب المتعب المخدوع .
في مصر التي لم تتعرض لحروب كما حصل للعراق ولم تتعرض لتهديدات مزدوجة من الداخل والخارج، ولم تعانِ الحصار والتقسيم مع ذلك تعيش حالة الطواريء لعقود! اليس الاولى بنا ان نتعلم من تجارب الشعوب؟ اذا اصابنا العمى ولم نتعلم من تجاربنا ولا من مصائبنا. فسياسيونا اثبتوا فشلهم السياسي. وشعبنا اثبت معظم مثقفيه جهلهم باولويات السياسة وارتباكهم في اتخاذ المواقف الموضوعية بهدوء بعيدا عن التشنج الطائفي ووضع سلامة الناس والوطن الهدف الاول والاخير في تصريحاتهم. ووزير الخارجية لم يغير شيئا منصبه. فللان لم تتحسن علاقاتنا مع اي من دول الجوار بالشكل الذي يحفظ كرامة العراقي، الذي صار وسيلة للاستغلال والابتزاز المادي والمعنوي من قبل معظم دول الجوار التي انتعش وضعها الاقتصادي على حساب سلامتنا ووحدتنا. ولم يخرج ليشرح اهمية اعلان حالة الطواريء للسيطرة على مداخل المدن وحدود البلاد.
ولكي لايفلت من العقاب المقصر والمتهاون بواجبه لاسيما من القوات الامنية والعسكرية.