سها الشيخلي
ما حدث لوطننا في الاونة الاخيرة من احتلال وضياع بعض من مدننا الحبيبة امر يتحمله الساسة جميعهم ، ذلك لانهم كانوا على خلافات دائمة وعلى صراعات متنوعة ، مع العمل وبكل همة على اقصاء الاخر ، وكان نتيجة ذلك تخاذل جيشنا المشهود له بالشجاعة وضعف كبير في معنوياته الوطنية ، والا ما هرب قادته تاركين اسلحتهم وعتادهم ليقدموا كل تلك المعدات العسكرية هدية للمحتل الغاشم داعش الذي هو عبارة عن مرتزقة وشذاذ آفاق تجمعوا من شتات الارض ليروعوا اطفال ونساء الموصل الحبيبة ويزرعوا الرعب في قلوب قادة جيشها بحيث تجعلهم يفرون من ارض المعركة فاتحين الابواب على مصرايعها لدخول داعش المتخلفة ، هذا الاختلاف وذلك الاقصاء والتهميش لاغلب مكونات الشعب اضعفت الحس الوطني لدى الكثيرين ، لو ترك السياسيون الخلافات جانبا والمصالح الحزبية والفئوية الضيقة والمصالح الشخصية كلها الى جانب لما وصلنا الى مثل هذا الموقف ، شحذ الهمم الان نتمنى ان يكون الخطوة الاكثر جدية في الوقوف بوجه داعش والمتآمرين معها ، المطلوب منا الان ان نكون اكثر حكمة من ذي قبل وان نترك مصالحنا الشخصية والفئوية جانبا وننظر الى الوطن الذي ضيعناه بغياب الحكمة وقلة البصيرة وعدم الاحتكام للعقل .
وتشير كل الانباء ان ما ضاع منا بسهولة سوف لن نستطيع ارجاعه ربما الا بشق الانفس ، هذا اذا كنا حسني الظن بما ستؤول اليه الاحداث ، ان استعادة الاراضي السليبة والتي أسهمنا جميعنا في ضياعها بعدم وحدتنا وعدم شعورنا بالمسؤولية حيال الوطن يتطلب منا ان نتوحد وان ننسى خلافاتنا ، فنحن اقوياء بوحدتنا وضعاف بانقساماتنا واكبر درس مرعلينا يجب ان نستفيد منه هو ضياع جزء حبيب من وطننا الغالي ، موصل الحبيبة ام الر بيعين الغالية ثاني اكبر مدننا نقدمها على طبق من ذهب الى داعش المتخلفة الجاهلة ؟ نينوى الحضارة والا رث الغالي كيف ضاعت منا ؟ ومتى نسترجعها وكيف ، هل نحلم بمعجزة وبجند يقاتلون معنا هابطون من السماء ؟ كلا هذا لن يحدث فالذي اخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة وقوتنا ليست معدات متطورة صماء بل قوتنا بكلمتنا وبوحدتنا وبشعورنا اننا فرطنا بمدننا الغالية وعلينا ان نستردها وبأقرب وقت وان لا ننتظر المعونة من احد ولا ننتظر ان تتصدق علينا دولة ما بضرباتها الجوية بل علينا ان نتوحد من اجل الوطن ومن اجل استرجاع ما ضاع منا .