أمير الحلو
بينما يتجه العالم الى التطور السريع وخصوصاً في المجالات العلمية كالطب والفيزياء والفضاء والالكترونيات وغيرها ، يطور السراق أساليبهم في كيفية خداع الناس وأستعمال الاجهزة التي طورها العلماء في عمليات الغش والاحتيال، ولا شك ان العديد منا قد واجه ذلك في عمليات استيراد السلع الرديئة والمغشوشة المستوردةالتي تملأالاسواق ويذهب ضحيتها المواطن .
بعد دخول الحاسوب لأغلب البيوت والدوائر وأستعماله كوسيلة للاتصال والمطالعة وحتى التجارة و(غيرها)، فقد تكونت بالمقابل جبهة معادية أستثمرت هذه الظاهرة الحضارية لتجعلها وسيلة للتحايل بطرق مختلفة وآخرها سرقة كلمة المرور لحساب أي شخص بطرق مستحدثة ثم يستخدون الاسم في أرسال رسائل لأصدقائه المكشوفة أسماؤهم على صفحته ومراسلاته يذكرون فيها أنه في ورطة أو مريض ويطلبون أرسال المساعدة العاجلة عن طريق بنك أجنبي للتحويلات الخارجية توجد منه فروع في العراق, وقد يجد المتلقي أنه حيال أزمة أنسانية تتطلب اواصر الصداقة القيام بالمساعدة العاجلة أنقاذاً لموقف صديقه المحرج في بلد آخر!
كانت البداية معي قبل سنتين عندما وصلتني رسالة من طبيب القلب المعروف الدكتور عمر الكبيسي يذكر فيها أنه في نيجيريا وقد جرت عملية منظمة لسرقة أمواله وهو الان مطالب بدفع أجور الفندق والطعام وتذكرة العودة المسروقة وألآ فأنه قد يواجه السجن، وقد مرت بي لحظات تألمت فيها على موقف صديقي ولكني فكرت بالاتصال بأصدقائنا المشتركين في عمان لحثهم على القيام بحملة مالية لأنقاذه من الورطة فاتصلت بالصديق المرحوم سلام أحمد فاستغرب وقال لي أنه كان معه بالأمس، ومع ذلك فسوف يتصل بي ويخبرني، وبعد دقائق أتصل بي ضاحكاً وقال أني وقعت ضحية عصابة احتيال دولية وطلب مني عدم إجابتهم فسيؤكدون القضية لأن البريد يصل اليهم..وأخذت أمسح هذه الرسائل حين تصلني بعد ذلك ولكن رسالة وصلتني قبل أيام استوقفتني فهي مرسلة عبر بريده وبريدي من الدكتور عبد الكريم هاني وزير العمل والشؤون الاجتماعية خلال حكم الرئيسين العارفيين يذكر فيها أنه في اسطنبول وقد احترقت الغرفة التي يسكنها فاحترقت أمواله وكل وثائقه وهو الان محرج ويطلب المساعدة المالية العاجلة عبر المصرف إياه، ولأني أصبحت صاحب خبرة في هذه المجالات فقد أجبت المرسل أو المرسلين راجياً من الله أن يهديهم لمساعدة المحتاجين الحقيقيين، وأعتقد الان أنه لم يكن من الضروري إجابتهم و(استفزازهم) فلم تمض ساعات إلا واكتشفت سرقة بريدي الالكتروني مع تخوفي من الكتابة الى أصدقائي الى الورطة المالية التي أنا فيها (لآ أعرف) ماهي ولكنها لا شك محزنة تضطر الاخرين الى مساعدتي بشكل عاجل..ومع أني أعلنت عن سرقة بريدي عبر صفحتي على الفيسبوك إلا أنني أردت تنبيه من لم تصله رسائل الاسترحام بعد.
كم يؤلم الانسان أستعمال التقنية الحديثة لمنفعة البشر في قضايا الاحتيال والسرقة!!