عاصم جهاد
كثيرة هي العبارات والجمل و”القفشات ” الطريفة التي تعيش و”تعشش” في ذاكرتنا لفترة ليست بالقصيرة، قد نعود اليها بين الحين والحين الآخر.. نستذكرها، نراجعها عسى أن تسهم في ” كسر” طوق الحزن الذي يلتف حول مزاجنا العام.. لذلك سوف اتناول مجموعة مختارة منها آملا أن ترفع عن كاهلكم بعض “الهموم” وأنتم تطالعونها وتتعرفون عليها. “لدينا ثلج بارررد جداً” العبارة السحرية التي دوّنها صاحبها على جهات “الكشك” الأربع وهو يقوم بالاعلان عن بضاعته.. كنت ابتسم واضحك كثيرا كلما مررت بـهذا “الكشك” الخشبي البسيط الذي يقع على مفترق الطرق الخارجية لمدينة بغداد، فعلاً إنه إعلان ترويجي متميز وغريب عندما يختار مبتكره الذي يبدو أنه على ” نياته” جملة “لدينا ثلج بارد جداً”.
ومع هذا قد تضطرك الى مراجعة معلوماتك والتساؤل عما إذا كانت هناك أنواع أخرى من الثلج تباع في الأسواق.. قد يكون من بينها ثلج حار أو دافئ أو لموني!
أيضاً من المشاهدات التي أستذكرها دائماً.. وهي أن أحد أصحاب المحال كتب على واجهة دكانه العبارة التالية “نفتح ليلاً ونهاراً فقط”!
قبل أعوام وبينما كنت أتـناول “الفلافل” الشامية اللذيذة في مطعم شعبي شهير في سوريا… فوجئت بلوح إعلاني معلق على واجهة المطعم كُتب عليه “نفتح 25 ساعة باليوم”! فدفعني الفضول الى طرح سؤال عن ذلك على أحد العاملين الذي ابتسم وأجابني بأنهم يعملون هنا من دون توقف على مدار اليوم لتقديم خدماتهم، وأن زبائنهم يعرفون ذلك ويقصدونهم في جميع الأوقات حتى وإن كان ذلك فجراً أو في ساعة متأخرة من الليل!
وفي نهاية التسعينيات من القرن الماضي زارني رجل الأعمال العراقي المعروف أحمد حميد السعدي صاحب أشهر عبارة إعلانية ترويجية هي “خمسة بفلوس… واحد ببلاش” أي أن من يشتري خمس مواد أو قطع من المحل يُمنح واحدة مجاناً، جرى تداولها من قبل الجمهور في الستينيات والسبعينيات عن أحد محال لبيع الأجهزة الكهربائية والمنزلية في منطقة حافظ القاضي . ومن الإعلانات التي نشرتها إحدى الصحف المحلية في حقبة الستينيات والتي وجدتها شخصيا تحمل مضموناً طريفاً.. هو الإعلان الذي حمل عنوان “كراج أكس.. المصلح الخاص لسيارات القصر الجمهوري… تعديل جميع السيارات “المدعومة والمقلوبة”!
وفي نهاية التسعينيات كنت شاهداً على أغرب اعتراض من قبل الرقيب اللغوي في التلفزيون على مضمون إعلان ترويجي عن محال تصليح “الصالنصات” في شارع الشيخ عمر، حينما طالب “الرقيب” بتغيير عبارة محال “الصالنصات” الى محال “كواتم الصوت” .. بحجة أن “الصالنصة” في اللغة تعني “كاتم” وجمع “صالنصات” يكون “كواتم” عندها اضطر صاحب المحل للذهاب الى الرقيب “اللغوي” متوسلاً لتغيير رأيه عن هذا الاعلان بسبب وجود فرق كبير بين “الصالنصة” و”الكاتم” والغاء فكرة بث الاعلان نهائياً لانه بخلاف ذلك قد يعرضه بقطع رزقه وغلق محله واعتقاله من قبل رجال الأمن الخاص أو المخابرات واقتياده الى جهة مجهولة بتهمة التآمر على قلب نظام الحكم والترويج “لكواتم” الصوت عبر أعلان تلفزيوني !
وقبل إقامة المباراة النهائية لكأس أبطال الأندية الأوروبية بين ريال مدريد واتلتيكو مدريد.. قام جمهورالريال بالترويج لإعلان في المواقع الإلكترونية لا يخلو من رائحة “الشماتة” بخصومهم.. تضمن الجملة التالية: “إن لاعبي نادي برشلونة سيشاهدون المباراة النهائية هذا العام عبر شاشة التلفاز وليس من خلال تواجدهم على أرض الملعب”.. في إشارة الى فشل برشلونة في الوصول الى المباراة النهائية!
ولعل مفردة “طز” التي كان يرددها الفنان حمدي احمد في فلم “القاهرة 30” هي اشهر عبارة تم تداولها في تاريخ السينما العربية من قبل الجمهور وعامة الناس.. ومنهم صديقي الذي داهمته اغفاءة قصيرة بعد الانتهاء من مشاهدة هذا الفلم مباشرة.. وماهي الا لحظات حتى راح “يشخر” و يهذي ويتمتم في منامه .. مردداً “طز” لابو المولدة.. ” طز” للوطنية..”طز. لكل برلماني تغيب عن جلسات البرلمان، “طز” لكل مسؤول تكلم اكثر مما عمل..”طز” لكل من يحاول “تهميش” الطاقات الوطنية المبدعة.. و “طز” أخرى “لكل كاتب ومثقف” خان “قلمه و”طز” لكل من اعطى صوته لمن لايستحقها.. ومع “طز” جديدة كاد ينطق بها.. سارعت الى أيقاظه.. قائلاً له: (كوم أكعد يمعود استر علينا تره “الطز” مالتك راح توصل وتشمل..)!
- · ضوء
ماصعد مسؤول أو سياسي”انتهازي” وارتفع.. إلا كما تسلق وقفز.. وووو.. وقع!