المرجعية الدينية «ساخطة» من تأخر الموازنة ودعوات للكتل بالتوصل إلى «حلول وسطية»

الكربلائي: المساومات على القانون تعطل تشكيل الحكومة القديمة

بغداد- كاميران علي:

أعربت المرجعية الدينية عن سخطها لتأخير إقرار مجلس النواب لموازنة الدولة العراقية الخاصة بالعام 2014، محذرة من استخدامها وسيلة للضغط بين الكتل، داعية إلى أيجاد حلول وسطية من اجل تمريرها بأسرع وقت.

كما طالبت المرجعية بـ»تحالفات لتشكيل الحكومة المقبلة وفق معايير مهنية لإحداث التغيير وليس لتقاسم مناصب الدولة».

يأتي ذلك في وقت أكدت جماعة سُنية تعرض البلاد إلى هجمة طائفية تحت عنوان «الدين والعروبة والوطن»، منتقدة بعض وسائل الأعلام لتركيزها أن مكون واحد يتعرض للقتل والتهجير.

وتساءل ممثل المرجعية الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة الجمعة من الحضرة الحسينية المقدسة ، «ما هي الاسباب الحقيقية وراء تأخير إقرار الموازنة؟».

وأكد الكربلائي «أهمية الموازنة لما لها من أهمية بالنسبة للمواطن أو البلد ودورها في الأسراع بانجاز المشاريع ذات النفع العام».

وأضاف الكربلائي «نجد أن كل كتلة تتهم الأخرى بأنها السبب بتأخير إقرار الموازنة ونتساءل هل أن الأسباب فنية ومهنية؟».

وتابع «هل يصعب الوصول لحل وسط مراعاة للمصلحة الأهم وان كان في ذلك بعض الخسارة، أن كان بالإمكان الوصول لهذا الحل والآسراع بإقرار الموازنة وتلافي هذا الضرر».

وزاد الكربلائي «أم أن تأخير الموازنة جاء بسبب المساوات السياسية؟ بحيث ان كل كتلة تحاول ان تجعل الموازنة وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية للكتلة او الطرف على حساب مصالح الشعب».

كما ذكر ممثل المرجعية أن «هذا النهج وهو استغلال المصالح العامة لتحقيق مكاسب سياسية هو نهج خاطئ ولا يمكن القبول به ولابد ان يحصل التغيير فيه لكي نصل للتغيير نحو الافضل».

يذكر أن الموازنة العامة للدولة أضحت مادة للسجال وتراشق الاتهامات بين الكتل السياسية كافة، كونها ما زالت تقبع في أروقة مجلس النواب ولم تكتمل قراءاتها منذ أن صادق عليها مجلس الوزراء في (15 كانون الثاني 2014).

وبشأن التحالفات المستقبلية، اشار الكربلائي الى انه «لا بد ان يكون احد الدوافع المهمة بتشكيل التحالفات هو الوصول لتفاهمات تعجل بتشكيل الحكومة المقبلة وفق معايير مهنية وصحيحة للوصول الى التغيير المنشود».

ودعا الى ان « لا يكون الهدف من التحالف تحقيق مكاسب سياسية في تقاسم المواقع الاساسية في الدولة بصورة عامة ولا نقصد بذلك موقعا خاصا».

واردف الكربلائي «فاذا كانت الدوافع هي تقاسم المواقع فاننا سندخل في دوامة من المساومات قد تاخر معها تشكيل الوزارة القادمة وربما نفقد اعتماد المعايير المهنية بتشكيل الوزارات اعتمادا على الكفاءة والنزاهة وغيرها».

وعلى صعيد ذي صلة اكدت جماعة علماء العراق أن البلاد تتعرض لفتنة شديدة عاصِفة تحت مسمى «الدين والعروبة والوطن»، منتقدة بعض الأصوات التي تحملُ نفسا طائفيا ولا ترعى مصالح الشعب.

وقال الشيخ خالد الملا رئيس الجماعة فرع الجنوب بيان له تلقت «الصباح الجديد» نسخة منه اننا « نحذر العراقيين من حرب طائفية يتزعمها تجار الدم».

وتابع الشيخ الملا أن «البلاد تتعرض لفتنة شديدة عاصفة تحت مسمى الدين والعروبة والوطن».

وانتقد «بعض الأصوات التي تحمل نفسا طائفيا ولا ترعى مصالح الشعب والمؤسسات الإعلامية التي تدعم مشروع الفتنة وتحاول نقل صورة خاطئة عن أن مكونا واحداً هو من يتعرض للقتل والتهجير والتهديد».

كما حذر الملا «العراقيين من حرب طائفية مقبلة وتقسيم للعراق على أساس الهوية المذهبية».

وخلص الى ان هوية الوطن يجب أن تعلو فوق كل المسميات الطائفية او المذهبية او الهويات الفئوية الأخرى.

وكانت وزارة الخارجية الامريكية في (2 ايار 2014) أن معدلات ضحايا «الارهاب» على المستوى العالمي ازدادت بنسبة 60% في العام الماضي، مبينة أن الارتفاع يأتي بعد زيادة حجم العنف في العراق وسوريا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة