رعد العراقي
يخلد منتخبنا الوطني لكرة القدم ونظرائه في المجموعة الثانية المتنافسة على بطاقة مونديال 2026 إلى الراحة لعدة شهور قبيل معاودة الصراع في آذار العام القادم، وينتظره استحقاقاً إقليميًّا على مستوى بطولة الخليج العربي في الكويت بعد شهر من الآن أملاً بكتابة اسمه فارساً لها للمرّة الخامسة ويجدّد زعامته المعروفة وسط مساندة جمهوره العريض ولاعبيه الأشدّاء ومدربه الذكي.
“أسود الرافدين” نجحوا في إنهاء المهمّة الأولى بالمحافظة على المركز الثاني بعد كوريا الجنوبيّة وبفارق ثلاث نقاط بعد حسمه نتيجة لقاء عُمان والاستفادة من خدمة المنتخب الكويتي الذي فرض التعادل مع منافسه المباشر المنتخب الأردني وبالتالي توسيع الفارق النقطي معه بواقع نقطتين.
فترة التوقف التي ستتجاوز الثلاثة أشهر سيكون فيها منتخبنا الوطني مطالب بتعزيز نتائجه والمضي بقوّة نحو مواصلة حصد النقاط والابتعاد شيئاً فشيئاً عن بقيّة منتخبات المجموعة، بل والطموح بتجاوز “الشمشون الكوري” ومحاولة تجنب تأجيل التأهّل إلى نهاية التصفيات، وخاصّة أن مباراته الأخيرة ستكون على أرض الأردن وبين جمهوره وقد تشكّل مجازفة كبيرة إذا ما رسمنا سيناريو الحسم عطفاً على نتيجة تلك المباراة.
قد يكون خليجي 26 في الكويت بتوقيت إقامته المثالي للفترة من 21 كانون الأوّل 2024 ولغاية 3 كانون الثاني 2025 فرصة ذهبيّة أمام الكادر التدريبي لاستثماره على أفضل وجه من إجل زيادة جرعات الانسجام وإيجاد البدلائل التي طالما كان يبحث عنها لتعزيز بعض المراكز التي كانت ولازالت تشكّل نقاط ضعف أثرت كثيرًا على المستوى الفني العالي، وهو ما يفرض توجيه بوصلة البحث بدقة وحياديّة ووفق رؤية فنيّة تذهب نحو ضمان استقطاب الوجوه الجديدة التي تثبت جدارتها وتشكل إضافة حقيقيّة للتشكيلة الأساسيّة أو تكون بديلاً جاهزًا في حالة انخفاض مستوى الأصلاء أو التعرّض لأي إصابة مفاجئة!
لا نريد للمشاركة الخليجيّة أن تذهب باهتمامنا نحو المنافسة على اللقب وإن كان يمثل هدفنا وطموحنا، إلا أن المرحلة القادمة وحُلم الوصول إلى كأس العالم يفرض علينا أن نوظّف البطولة لتجهيز الأسود ورفع سقف إعدادهم واكتشاف المواهب كهدف رئيس لا حياد عنه بغضّ النظر عن النتائج المتحققة، وهو أمر لا بدًّ أن يدركه اتحاد الكرة والكادر التدريبي لتحريرهما من الضغوطات أو ربط استمرار تحقيق اللقب وتفريغه نحو المهمّة الأهم بأن تكون البطولة هي ممرّ الوصول إلى المونديال.
نقول..على الجميع أن يركن نحو الاستمرار بدعم المنتخب الوطني وعدم الانجرار وراء العاطفة أو ممارسة هواية شحذ السيوف عن أي اخفاق في البطولة الخليجيّة قد تسبّب في إحداث فوضى وتطيح بكُل الآمال بلحظات انفلات عاطفي لا مبرّر له وبدلاً من أن نوظّف مباريات البطولة لمصلحتنا تكون سببًا في ضياع بطاقة المونديال من أيدينا!