بغداد – الصباح الجديد
من المتوقع إنجاز المرحلة الأولى لمشروع ميناء الفاو الكبير الواقع في شبه جزيرة الفاو جنوب محافظة البصرة، أقصى جنوبي البلاد، نهاية عام 2025، ليكون إحدى الروافد الاقتصادية للموازنة وركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد العراقي، فضلاً عن توفيره ما لا يقل عن 150 ألف فرصة عمل لأبناء محافظة البصرة وبقية المحافظات العراقية.
وقال وزير النقل رزاق محيبس السعداوي في كلمة له خلال مراسم حفل تسلّم الأرصفة من الشركة الكورية المنفذة للعمل إن ميناء الفاو وطريق التنمية هما بوابة النمو الاقتصادي في العراق والمنطقة.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم وزارة النقل ميثم الصافي إن “ميناء الفاو هو ميناء استراتيجي مهم سيكون رئة طريق التنمية وقلبه النابض، وهذا الميناء سيتيح للعراق أن يكون لديه إطلالة على البحر والاستفادة من مياهه”.
وأشار الصافي، إلى أن “هناك آفاقاً مستقبلية متعلقة بهذا المشروع العملاق، وهو يتكون من خمسة مشاريع أخرى تمثل البنية التحتية للميناء، أبرزها الأرصفة الخمسة التي تم استكمالها بنسبة 100%”.
وأضاف أن “الطريق الرابط بين ميناء الفاو وأم قصر وصل إلى نسبة إنجاز 92 بالمائة، كما وصل النفق المغمور وهو أحد المشاريع المهمة واللوحة العمرانية الرائعة في ميناء الفاو الكبير إلى نسبة إنجاز عالية أيضاً”.
وزاد بالقول: “كما تم غمر القطع العشرة لمشروع النفق المغمور في حوض النفق من أجل سحبها إلى قناة خور الزبير ووضعها في الخندق المخصص لها، لتكون هناك عملية استكمال ربط ضفتي الطريق المؤدي من ميناء الفاو باتجاه مدينة أم قصر ثم مدينة صفوان”.
وعن المشروع الثالث، أوضح الصافي، أنه “القناة الملاحية” التي وصلت نسب الإنجاز فيها إلى 77%، كما هناك مشروع “ساحة الحاويات” ووصلت نسبة إنجازها إلى 88%، كما هناك مشاريع متعددة مثل كاسر الأمواج، وهذا كامل مع مدخل الميناء بنسبة 100%.
وأكد أن “أهمية ميناء الفاو تنسجم مع طبيعة الاستفادة منه، كون هذا المشروع مخصص للحمولات الكبيرة والمتوسطة، وسيكون هناك ربط بين آسيا وأوروبا عن طريق هذا الميناء”، مبيناً أن “ميناء الفاو متعلق بمشروع أكبر الذي هو مشروع طريق التنمية، حيث إن ميناء الفاو أحد مكونات هذا المشروع، باعتبار أن مشروع طريق التنمية وكذلك الخط السككي والبري يمثلان ثلاثة مكونات رئيسية لمشروع طريق التنمية”.
واختتم الصافي بالقول إن “ميناء الفاو سيكون مخصصاً لتطوير المشاريع المستقبلية منها إنشاء أكبر منطقة صناعية في الشرق الأوسط تنسجم مع التطور التكنولوجي العالمي، كما سيتم الاستفادة من سواحل الميناء لقضايا السياحة وغيرها”.
من جهته، أوضح رئيس اللجنة المالية والإدارية في مجلس محافظة البصرة، الدكتور شكر محمود العامري، أن “استلام الأرصفة الخمسة التي هي أحد المشاريع في ميناء الفاو الكبير تعتبر ذو أهمية استراتيجية للعراق وبداية لتحقيق حلمه بأن يكون له ميناء مستقل يطل على الخليج العربي ذو غاطس كبير يستقبل السفن العملاقة”.
وبين العامري أن “هذه المرحلة التي اكتملت فيها خمسة أرصفة بطول 1750 متر، سيتبعها تأثيث هذه الأرصفة وبالوقت نفسه قدوم شركات متخصصة لإدارة عملية التشغيل”.
وهناك أربعة مشاريع أخرى في طور الإنجاز، وهي الطريق الرابط بين الفاو وأم قصر، ووصل إلى نسبة إنجاز نحو 90 بالمائة، والنفق المغمور والقناة الملاحية وأعمال الحفر والردم البحرية وساحة الحاويات، وفق العامري.
وأكد أن “من الممكن البدء بالأرصفة الخمسة على أن يتم تعزيزها تباعاً، حيث إن مساحة ميناء الفاو تبلغ 54 ألف دونم، وعلى امتداد هذه المساحة ستكون فيها أعمال تستقطب الأيدي العاملة بمستوياتها كافة”.
بدوره، رأى رئيس اتحاد رجال الأعمال العراقيين في البصرة، صبيح الهاشمي، أن “ميناء الفاو الكبير يعتبر حدثاً اقتصادياً مهماً وإحدى الروافد الاقتصادية للموازنة العراقية بشكل عام، وكذلك يعتبر ميناءً حيوياً واستراتيجياً وسيكون شريان الاقتصاد العراقي”.
وتوقع الهاشمي أن “يوفر الميناء ما لا يقل عن 150 ألف فرصة عمل لأبناء البصرة ولباقي المحافظات العراقية بما في ذلك إقليم كوردستان”، معرباً عن أمله بـ”الإسراع في إنجازه والاهتمام به من قبل الجهات المعنية”.
وتبلغ تكلفة ميناء الفاو نحو 4.6 مليارات يورو، فيما تقدر طاقته 99 مليون طن سنوياً، ليكون واحداً من أكبر الموانئ المطلة على الخليج والعاشر على مستوى العالم، ووضع حجر الأساس لهذا المشروع يوم 5 أبريل/نيسان 2010.