بغداد ـ الصباح الجديد:
في ظل انقسام الموقف العراقي الرسمي عن السياسي والفصائلي ، اتفق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، على المضي بالشراكة الاستراتيجية وتعزيز العلاقات الأمنية بين البلدين، وذلك خلال اتصال هاتفي أجراه السوداني مع ترامب مساء الجمعة، عبّر فيه عن “التهنئة للرئيس والشعب الأميركي بمناسبة الفوز بالانتخابات، والثقة الكبيرة التي منحها إياه الشعب الأميركي”، وفقاً لبيان للمكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي.
وأشار البيان إلى أن “الجانبين أكدا الرغبة في المضي بالشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وتعزيز العلاقات الثنائية بطرق تتجاوز الجانب الأمني، من خلال التعاون الوثيق في مجالات الاقتصاد، والمال، والطاقة، والتكنولوجيا”. وأكد السوداني “اطلاعه على كلام ترامب ووعوده، خلال الحملة الانتخابية، المتضمنة التزامه إنهاء الحروب في المنطقة، واتفق الجانبان على التنسيق معاً لتحقيق ذلك“.
من جانبه، عبّر الرئيس الأميركي المنتخب عن “الرغبة في العمل الإيجابي مع السوداني، واللقاء في القريب العاجل للبحث في توسيع العلاقات بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، والعمل على هذه الملفات المشتركة“.
ويجري ذلك في ظل انقسام الموقف العراقي الرسمي عن السياسي والفصائلي ، بشأن ولاية ترامب الجديدة، إذ يؤكد الجانب المتمثل بالقوى العراقية الحليفة لإيران، وهي الفصائل المسلحة والأحزاب المرتبطة بها، أن ترامب “غير مرغوب فيه عراقياً”، معتبراً موقف الحكومة بتهنئة ترامب استخفافاً بدماء قادة النصر (قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس)، ومخالفاً لرغبات الشعب العراقي.
وعلى مدى الفترة التي أعقبت الانتخابات الأميركية، تبنت القوى السياسية العراقية الحليفة لإيران مواقف محذرة من عودة ترامب إلى سدة الحكم، وأنه سيستخدم سياسة أكثر تشدداً، بما فيها ورقة العقوبات الاقتصادية على العراق للضغط عليه. وكانت قوى سياسية عراقية، فضلاً عن الفصائل المسلحة، قد انتقدت زيارة ترامب قاعدة عين الأسد الأميركية غربي العراق، عام 2018، التي أكد خلالها إمكانية شنّ هجمات أميركية على سورية من الأراضي العراقية.
وكان القضاء العراقي قد أصدر مطلع عام 2021 مذكرة إلقاء القبض بحق ترامب، بتهمة اغتيال سليماني والمهندس. وينتظر العراق وواشنطن عملٌ مشترك كبير، خصوصاً مع انتظار الفصائل إنهاء مهمة التحالف الدولي في البلاد، إذ توصلت بغداد وواشنطن أخيراً إلى تحديد موعد رسمي لإنهاء المهمة لا يتجاوز 12 شهراً، بعد جولات حوار امتدت لأشهر بين الجانبين، على إثر تصاعد المطالب بإنهاء وجوده من قبل الفصائل المسلحة والقوى العراقية الحليفة لإيران، على إثر ضربات أميركية لمقار فصائل بالعراق رداً على هجماتها على قواعده في البلاد وخارجها.
وتسعى حكومة بغداد ، إلى تحقيق توازن دقيق بهدف إبعاد العراق عن التوترات التي يشهدها الشرق الأوسط منذ أكثر من عام في ظل حرب اسرائيل مع حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة ومع حزب الله في لبنان.
وينتشر جنود أميركيون في العراق في إطار التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن لمكافحة تنظيم داعش.
واستهدفت هؤلاء الجنود عشرات الهجمات الصاروخية وغارات من مسيرات شنتها جماعات مسلحة عراقية موالية لإيران، أعلنت مسؤوليتها أيضا عن هجمات ضد إسرائيل.