شهقة خصوبة

ناديا حماد

دخلتُ الحياةَ كما يدخلُ
جدولٌ صغير
في الفراتِ العريض

اغترابي الأول عن رحم
أمي
هو الأصعب

الأرضُ
رحمٌ كبير
ومهجعنا الأخير

أفقتُ
حينَ سمعتُ صوتَ أقدامِ الصباح في الزّقاقِ الصّغير

أنثى
بطراوةِ الهواء
وليونةِ الماء
وشهقةُ خصوبة تصعدُ من
علياء الروح
لتعتقلَ عاشقًا أضناه الانتظار

حروبٌ خاسرة
قَطَفتْنا
وبدأت تقتُلنا واحدًا
واحدًا

ليس لنا إلا ظهرَ الريح
والخوف جرسُ قافلتنا

بعيدًا
رحلتُ عنك
كي لا يخيفُك
الليل
ولا ترعبك السماء
كي لا أخسرَ حبّك
وضحكتك

الطاولةُ
التي كانت لنا ذات لقاء
هي الآن وحيدةً
وحيدة
كما كانتْ في البدء
مقطوعة من شجرة

البابُ
يقول:
قبل اغترابي
كنتُ شجرةً خضراء
تلاحِقُني ساديّةُ الريح
أنا المتيّمةُ بالقمر

الجدارُ
يقول:
في غيابي
لا حاجةَ لبابٍ
لا حاجةَ لمزلاج
ولا لنافذة

الحياةُ
تحبُّ الحلوى كثيرًا
وأنا لم أقدٍّمْ لها سوى
القهوةَ المرّة بلا هيل

في المَرّة القادمة
عندما تنتهي الحرب
سأقدّم لها كأس “شوكولامو”
شامي لذيذ…
ونجلسُ معًا على العتبات
نراقب البيوتَ وهي
تضحك…

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة