وداد إبراهيم
تستعد منظمات ونساء للوقوف مرة أخرى أمام قضية العنف الذي تتعرض له النساء في يوم مناهضة العنف ضد المرأة، الذي أعلنته الأمم المتحدة للفترة من 25 تشرين الثاني ولمدة 16 يوماً. تكون هذه المنظمات المدون الفاعل لرفض النساء للقوانين التي تتعامل معها المحاكم العراقية، لكن هل هذا يكفي؟ ماذا تعني الوقفات والتظاهرات؟ أم هي برامج تنجزها هذه المنظمات سنوياً، وتُعرف كل تفاصيلها وفقراتها من ندوات ومحاضرات وتجمعات تنتهي بأخذ وجبة غداء والعودة إلى حياتهم الطبيعية؟ أين التغيير الذي حققته المرأة؟ أين التغيير الذي طرأ على المناهج الدراسية بإدخال مواد الأسرية التي كانت تعلم الأطفال معنى الأسرة واحترام الأب والأم والعيش في حياة مفعمة بنكران الذات والحرص على المبادئ الإنسانية؟
لماذا لا تتحول هذه المنظمات، التي بدأت مع التغييرات في العراق عام 2003، إلى مؤسسات ذات تأثير قوي في صنع القرار والتغيير؟ لماذا لا تضم شخصيات مؤثرة مثل برلمانيات أو وزيرات أو عالمات أو مفكرات أو أديبات لهن تأثير في تشكيل ضغط على صناع القرار؟ الدوران في حلقة مفرغة لسنوات لم يثمر، نعم هناك وقف لبعض فقرات القوانين، وقد ساهمت بذلك منظمات قانونية ووسائل الإعلام والفضائيات. متى ينتهي مسلسل العنف ضد المرأة الذي تنادي بوقفه المنظمات منذ سنوات، وتتحول القضية إلى البحث عن وسائل دعم النساء العاطلات عن العمل، ودعم المتخرجات من الجامعات، وفتح مجالات العمل في مؤسسات طبية وهندسية بدلاً من الأعمال الشاقة التي تمارسها العديد من الفتيات في المولات ومراكز التجميل من الصباح حتى ساعات متأخرة من الليل، دون أي طموح لتطوير اختصاصهن في العلوم أو الإدارة أو الهندسة؟ وبعد أن أصبح العمل يشكل عامل اقتصادي مهم لهن
هل تستطيع هذه الفتاة أن تنشئ عائلة وتبني بيتاً وتعتني بأطفال؟ هل سيكون لديها الوقت الكافي لذلك؟ من المؤكد لا، وغالباً ما تفضل البقاء في هذه المهن على الزواج وترك العمل، كحل للتخلص من وحش البطالة الذي يحاصر آلاف الشابات من خريجات الجامعة.