خشية الإصابة بالأمراض الفيروسية..
بغداد – زينب الحسني:
يحفل تأريخ العراق القديم والمعاصر بإرث عظيم وواسع النطاق يتمثل بأوجه مختلفة من الحياة، بضمنها ما كان يستعمل سابقا من أواني حفظ الطعام والشراب الفخارية المصنوعة من الطين التي وجد بعض أنها الحل الأنسب والأمثل لهم لتبريد الماء في ظل تعثر شبه تام لخدمات الكهرباء وارتفاع شديد بدرجات الحرارة في موسم الصيف اللاهب ومع انتشار العديد من الأوبئة والامراض اخرها ما تناولته وسائل الاعلام عن تفشي مرض الكوليرا في بعض محافظات البلاد ونصحت وزارة الصحة المواطنين بضرورة الاهتمام بنظافة الطعام والشراب .وبحسب العديد من الأهالي فأنهم اقبلوا على محال متخصصة لبيع هذه الفخاريات التي تذكرهم بأجدادهم الذين ابتكروها قبل آلاف السنين لتعينهم برغم بدائيتها على مواجهة حرارة الطقس في هذا الموسم خصوصا ونحن مقبلون على شهري تموز وآب اللذين يعدان من أكثر أشهر السنة حرارة.
ويقول عدد من المواطنين إن هذه الأواني كـ (الحِبْ، الكوز، الشربات، الأقداح ..) أصبحت بديلا جيدا لتبريد الماء الذي غادر الثلاجات التي فارقتها الكهرباء.
تجارب علمية
وتم إجراء العديد من التجارب على الماء من قبل خبراء بهذا المجال ، حيث وضع الماء في آنية مصنوعة من مواد مختلفة مثل البلاستيك والألمونيوم والنحاس والفخار وغيره من تلك المواد، وعندما قاموا بتحليل المياه الموجودة في تلك الآنية وجدوا على سبيل المثال أن الماء الموضوع في الآنية البلاستيكية فقد نحو80 % من العناصر والفيتامينات المفيدة الموجودة في الماء مما أفقد الماء حيويتها، وقس على هذا باقي أنواع الآنية، لكن كانت النتيجة المذهلة عند تحليل الماء الموضوع في الآنية الفخارية حيث وجد أن هذا الماء يحتوي على جميع العناصر والفيتامينات المفيدة لجسم الإنسان، بل وجد أنه عند وضع الماء الذي كان موجودا في الآنية البلاستيكية في آنية مصنوعة من الفخار فإنه تعود له كافة العناصر والفيتامينات المفيدة مرة أخرى، أي أن وضع الماء في الآنية الفخارية يعيد الحياة للماء مرة أخرى، كما قام الفخار بقتل البكتيريا الضارة الموجودة في الماء.
وينصح دكتور سريا بهجواتي، خبير الأيروفيدا (علم الحياة بالهند)، باختيار أواني الفخار المصنوعة يدويًا، خاصةً التي تحتوي على جزيئات الميكا، وهي مادة تعمل كعازل للحرارة، وهذا يفسر سبب تبريدها للمياه.
ويؤكد على شرب المياه من الأواني الفخارية المعدّة من الطين المنقى من الشوائب، مثل القلل والحب كما يطلق عليه في العراق، لأنها تحافظ على برودة الماء، وغيرها من الفوائد الأخرى.
وبحسب الخبراء، ان لشرب المياه من الاواني الفخارية فوائد عديدة منها:
الوقاية من الأمراض
شرب المياه من الأواني الفخارية يقلل من فرص الإصابة بالأمراض الفيروسية، مثل نزلات البرد، وذلك لأنها قلوية الوسط على عكس الزجاجات البلاستيكية التي تعتبر بيئة جاذبة للبكتيريا والجراثيم التي تنتقل إلى الإنسان عند تناول الماء منها.
مبرِّد طبيعي
تتميز أواني الفخار بأنها مبرِّد طبيعي للماء، الأمر الذي يجعلها من الاختيارات التي يمكن الاعتماد عليها لتناول مياه باردة في فصل الصيف، خاصةً أنها قليلة التكلفة وصديقة للبيئة، مقارنة بالثلاجة التي ينبعث منها غاز الفريون الذي يسبب اتساع ثقب الأوزون.
تحافظ على نقاء المياه
يتجنب بعض الأشخاص تناول المياه من أواني الفخار، لاعتقادهم أنها ملوثة، وهذا غير صحيح، لأن الفخار الذي يستخدم لهذا الغرض يكون مصنعًا من الطين الخالي من الشوائب، مما يحافظ على نظافة الماء لأطول فترة ممكنة، على عكس الزجاجات البلاستيكية المصنعة من مواد كيميائية سامة قد تذوب بالماء، فتسبب الإصابة بالتسمم المائي عند تناولها.
تحسين عملية الأيض
تكتسب المياه عند تخزينها بأواني الفخار بعض الخصائص التي تجعلها من المشروبات التي تعزز عملية الأيض بالجسم، مما يجعلها من الخيارات المفيدة لمتبعي الدايت، لأنها تساعدهم على حرق المزيد من الدهون المتراكمة بالجسم، ولكن لا يمكن التسليم بصحة هذه المعلومة، وذلك لقلة الدراسات التي تم إجراؤها في هذا الشأن.
الحماية من ضربات الشمس
شرب المياه المخزنة بأواني الفخار يقلل من فرص الإصابة بضربات الشمس في حالة التعرض المستمر لأشعتها، لأنها تحافظ على برودة المياه، لذلك ينصح بتناول الماء المخزن بالقلل في فصل الصيف، لترطيب الجسم وخفض درجة حرارته في حالة ارتفاعها.