الصورة المشرقة لتاريخ البلاد وفلكلوره وتراثه
بغداد – زينب الحسني:
انطلقت مؤخراً حملة لإعمار الدار العراقية للأزياء، بتمويل من صندوق مبادرة البنك المركزي “تمكين” الذي ترعاه رابطة المصارف العراقي.
ابتدأت الأعمال بالسياج الخارجي للبناية، والذي كان آيلا للسقوط، حيث تم هدمه لتشييد آخر جديد وبتصميم حديث يتلاءم مع التصميم الأساسي لمبنى “الأزياء” الأيقوني.
وتمت هذه الأعمال، وبصحبه لجنة هندسية متخصصة من شعبة الصيانة في الدار، وبتعاون عدد من موظفي الدار من الأقسام الفنية المعنية بغية إنجاز العمل على أكمل وجه.
وصاحب هذه الأعمال تعاون مشهود لدائرة بلدية الغدير التي قدمت بجهود ملاكاتها الخدمية عملاً تضامنياً مشهوداً، شمل رفع الأنقاض الناتجة عن مخلفات الهدم وبوقت قياسي، اضافة لأعمال خدمية أخرى.
هذا وستشمل حملة الإعمار أيضا عدداً من البنود من شأنها الصيانة الإنقاذية لمبنى الدار العراقية للأزياء، حيث سيتم العمل بدءاً من سطح البناية إلى سردابها مروراً بالمصاعد الحمامات، قاعات العرض المسرحي المتحف، النافورات الداخلية، بوابة الدار، وغيرها، ووفق أولوية وضعها المختصون.
وقال وكيل وزارة الثقافة والسياحة والاثار المدير العام للدار العراقية للأزياء، الدكتور عماد جاسم في تصريح تابعته الصباح الجديد،»ضمن حملتنا في اعادة الوجه المشرق والجمالي لمؤسساتنا الثقافية ، واستكمالا لحملة الأعمار والتجديد لدارنا ( الدار العراقية للأزياء ) اجتهدنا في رفع الابراج العسكرية القديمة التي وضعت منذ ثمانية عشرعاما عندما كانت البناية تمثل وزارة الثقافة، ورفعنا كذلك الإسلاك الشائكة ومظاهر العسكرة التي رافقت الظروف الامنية في تلك الاعوام ، حصل ذلك بموافقة ومشاركة الجهات الامنية التي اقتنعت بأهمية ان تتجمل مؤسساتنا الابداعية بمداخل تناسب هويتها واهدافها الثقافية ،يأتي ذلك ضمن سباق يومي للتعجيل في اعمار الدار التي يشرف عليها البنك المركزي ورابطة المصارف .
يذكر ان العمل جارٍ بشكل يومي ولساعات تمتد الى المساء وبدوام مستمر يشمل ايام عطلة نهاية الاسبوع، لغرض الاسراع بإنجاز العمل وفق الجداول الزمنية المرسومة له، وتتم هذه العملية بمتابعة لجنة متخصصة من مهندسي وفنيي اقسام الدار المعنية بالموضوع وبوتيرة متصاعدة.
وتم تأسيس دار الأزياء العراقية عام 1970 في بغداد، وهي تشكل نقطة ضوء مهمة في تاريخ العراق، إذ تهتم بجماليات حضارة وادي الرافدين وأهم ما تمتاز به من الأزياء التي كانت تستعمل في ذلك الزمان والمكان، مثل الأزياء الأكدية والسومرية والآشورية، ومبكراً عملت على تقديم عروض للأزياء العراقية خارج العراق وداخله، فكانت سفيراً للجمال العراقي الأصيل في المهرجانات والنشاطات الفنية العربية والعالمية.
ودار الأزياء العراقية ليست كباقي دور الأزياء العالمية، فهي مؤسسة غير ربحية، تهدف الى إظهار القيم الجمالية والفنية في حضارة وتراث العراق، وتجسيدهما في تصاميم وأزياء وأقمشة وإقامة معارض وعروض الأزياء، وإنشاء المشاغل الخاصة بإنتاج تصاميم الأزياء الشعبية والتراثية والمعاصرة.
تناوب على إدارة دار الأزياء العراقية منذ تأسيسها والى الآن أحد عشر مديراً، أولهم مؤسستها فريال كاظم عبد الحسين الكليدار 1970 – 2005، حين كانت الدار في أوج نشاطاتها، حيث عُرفت هذه المؤسسة على مستوى العالم وقامت بالعديد من الأنشطة داخل وخارج العراق. وأنيطت مهمة إدارتها مؤخراً الى وكيل وزير الثقافة والسياحة والآثار د. عماد جاسم، الذي مازال مستمراً في إدارتها حتى الآن. وقد عمل جاسم على إعادة الأهمية الى دار الازياء على المستويين المحلي والدولي، بعد أن نالها الإهمال والركود.