القارة العجوز رفضت ابرامها على مدى 30 سنة واليوم هي في اسوء احوالها
كتب المحرر الاقتصادي
وضعت الحرب الروسية الأوكرانية، والضغوط الأميركية، وحوادث طبيعية، وقرارات اقتصادية، أوروبا بكل دولها بين مطرقة وسندان الحداد، ونعني هنا بالحداد، دول الخليج العربي باعتبارها منتجة للنفط الذي ربما باتت تحاجه أوروبا اكثر من حاجة دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا الى القمح – ان جازت المقارنة، سيما بعد ان واتتها فرصة ذهبية لتحسين مصالحها اسوة بما كانت تفعل أوروبا في صيانة مصالحها عبر تعاملاتها على مستوى السوق النفطية.
وفي هذا الصدد، طالب الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر الأسبق أمس الثلاثاء، بمسارعة دول مجلس التعاون الخليجي إلى إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع أوروبا، لتبادل المصالح في ظل حاجة دول القارة العجوز إلى النفط والطاقة، حسب قوله.
وقال الشيخ حمد بن جاسم في حسابه عبر تويتر: “الغرب وبالذات الدول الأوروبية بحاجة ماسة للنفط والطاقة، وخاصة من منطقتنا ومن دول مجلس التعاون بالذات”.
وأشار إلى أن دول الخليج “حاولت إبرام اتفاقية للتجارة الحرة مع الدول الأوروبية على مدى أكثر من 30 عامًا من النقاش، لكنها لم توقع بسبب مماطلة وعراقيل وضعها الجانب الاوروبي الذي لا يريد أن تمس مصالحه، ويفضّل أن تكون تجارته مع دولنا بدون إطار قانوني كما هو وضعها الراهن”.
ورأى الشيخ حمد بن جاسم “أن وجود اتفاقية للتجارة الحرة مع الدول الأوروبية سيخفف كثيرًا أعباء الرسوم التي تفرضها تلك الدول على ما نصدره لهم، وخاصة النفط وما يتصل به من منتجات، ولو تحقق ذلك فإنه سيساعد اقتصاديات دولنا كثيرًا”.
واضاف: “الأوروبيون الآن بحاجة ماسة لمصادر للطاقة تقوي مواقفهم السياسية والأمنية، ونحن نحتاج لإبرام هذه الاتفاقية على وجه السرعة تحقيقا للمصالح المتبادلة التي هي الاساس الذي تقوم عليه التعاملات بين الدول”.
وتابع: “ونحن نعلم من تجاربنا أن الغرب ينسى دولنا ولا يتعامل معنا لا بندية ولا على أساس المصالح المشتركة، ولا يتذكرنا إلا عندما تكون له حاجة ماسة وكأن دولنا خزينة يفتحونها عند الشدائد. ومن هنا يجب أن يعلموا بأن لنا نحن أيضًا مصالح ينبغي ألا تمس ويجب ان تتحقق على أساس المصالح المتبادلة”.
أكثر من هذا، تسببت حادثة وقعت الأسبوع الجاري في محطة لضخ النفط في ميناء نوفوروسيسك الروسي بتوقف إمدادات الخام عبر هذا المسار، وسط توقعات بأن يؤدي ذلك إلى دفع أسعار النفط إلى 150 دولارا للبرميل.
وذكرت تقارير أن عاصفة شديدة ضربت منطقة ميناء نوفوروسيسك الروسي، المطل على البحر الأسود، أدت إلى تضرر محطة ضخ خام تابعة لشركة (كونسورتيوم) “خط أنابيب بحر قزوين” الأمر الذي انعكس على إمدادات الذهب الأسود.
ووفقا للتقارير فقد وقعت الحادثة في العشرين من آذار الجاري، وتسببت بتعطل ثلثي قدرة المحطة لمدة شهر على الأقل.
وأمس حذر نائب وزير الطاقة الروسي بافيل سوروكين من أن تعليق عمل المحطة البحرية يحمل تداعيات خطيرة على إمدادات النفط وتقليصها بنحو مليون برميل يوميا.
وأشار نائب وزير الطاقة الروسي إلى أن أعمال الصيانة من المحتمل أن تستغرق شهرا، لافتا إلى أن الحادثة ستؤثر على صادرات النفط من روسيا وكازاخستان عبر خط أنابيب بحر قزوين.
وعن تداعيات الحادثة على أسواق النفط العالمية، يرى إيغور يوشكوف، المحلل البارز في الصندوق الوطني لأمن الطاقة والخبير في الجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، أن هذا قد يدفع سعر النفط إلى الارتفاع الشديد.
وأشار إلى أن الحادثة جاءت في وقت تعافت فيه سوق النفط العالمية من نقص في المعروض، إذ أن الطلب يفوق العرض لذلك قد تؤدي إلى دفع السعر إلى 140-150 دولارا للبرميل.
وفي وقت سابق، أوضحت شركة (كونسورتيوم) “خط أنابيب بحر قزوين” أن العاصفة أضرت بمعدات التحميل في خط الأنابيب.
ويعد خط أنابيب بحر قزوين أحد أكبر خطوط أنابيب النفط في العالم وينقل النفط من كازاخستان وروسيا إلى الأسواق العالمية.
ولن يقف الأمر عند هذا الحد، سيما مع استمرار الحرب ودوام ممارسة اميركا الضغوط على أوروبا في الوقوف ضد روسيا، ولعل من اهم ما حملته احداث أمس الأربعاء، ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر في الأمس، بيع الغاز والنفط الروسي بالعملة الوطنية “الروبل” فقط.
وأوضح بوتين أن روسيا “قررت استخدام الروبل في المعاملات التجارية مع الدول غير الصديقة”.
وأضاف: “روسيا لن تقبل سوى الدفع بالروبل لقاء شحنات الغاز إلى أوروبا”، مؤكدا التزام موسكو “بعقود توريد إمدادات الغاز”.
وأوضح أن “التغييرات ستؤثر فقط على عملة الدفع”، لافتا إلى أن “الحكومة والبنك المركزي أمامهما أسبوع للتوصل إلى حل بشأن كيفية نقل هذه العمليات إلى العملة الروسية”.