البصرة – سعدي السند :
بحضور نخبوي مميّز ملأ قاعة نقابة الفنانين فرع البصرة انطلق مهرجان نظران المسرحي (دورة الفنان المرحوم نزار كاسب) الذي تقيمه نقابة الفنانين في المحافظة.
بدأت فعاليات المهرجان بعزف النشيد الوطني من قبل فرقة اوركسترا الطفل وقراءة سورة الفاتحة على اراح شهداء العراق ثم واصلت اوركسترا الطفل تقديم معزوفات تراثية وفلكلورية القى بعدها نقيب الفنانين في البصرة الفنان فتحي شداد كلمة رحب في مستهلها بالحضور الأكارم مؤكدا ان هذا الحضور البهي الجميل يسعد النقابة وكل اعضائها في الهيئة الأدارية وفي الهيئة العامة وان حضورهم امانة في اعناقنا جميعا لنكون بمستوى المسؤولية في الأرتقاء بالمستوى الأبداعي للنقابة وفي شتى التخصصات التي نعمل عليها مؤكدين عزمنا الأيفاء بالعهد الذي قطعناه في أن تكون النقابة فاعلة دائمة وتخدم أعضاءها بالشكل المطلوب وتعطي للمدينة العزيزة البصرة حقها في أن تكون نقابة تخدم كل شرائح البصريين الأصلاء الكرماء الطيبين في تقديم كل جيد وجديد ينهض بروائع الفن الجميل الوديع المفرح لهم جميعا وبأرقى معطياته النبيلة .
أما الدكتور قيس عودة رئيس المهرجان فقد قال في كلمته : ان المسرح ظاهرة لايمكن أن نخفيها أو نتجاهلها فهو يعيش في ذات الأنسان والمجتمع لأنه دائما مايجسد الأفكار النبيلة والمواقف الصادقة ويدعو الى التحرر والسمو .
من جهته قال مدير مؤسس المهرجان الفنان أحمد الشمالي في كلمة القاها بحفل الافتتاح ايضا : بعد عمل دؤوب تحقق الحلم واصبح الهدف قريبا بفضل الله وجهود المخلصين الذين عملوا كفريق واحد في نقابة الفنانين بالبصرة تم تهيئة بيئة عمل تسكنها الالفة والتواصل والعطاء المتجدد لنخرج بنتاج ثقافي متميز بعيدا عن التشنجات والجفاء الثقافي ليكون عنوانه ( مهرجان نظران المسرحي الأول ) هو جزء من احلامنا المؤجلة التي ركناها بين رفوف مكتباتنا وهاهو يخرج على ارض الواقع وعلى خشبة الحقيقة ( ميدان حقيقي ) كما أردناه بطابع بصري خالص يضفي تميزا ويثري مشهدنا الثقافي ولنا مشاريع قادمة نفتح بها افاقا جديدة في ميادين المسرح .
ثم شاهد الحاضرون فيلما تسجيليا عن منطقة نظران في البصرة القديمة وهي من المناطق التراثية في البصرة وتكثر فيها عشرات البيوت الترثية المبنية بطريقة الشناشيل مع فيلم آخر عن الفنان المرحوم نزار كاسب الذي يحمل اسمه الدورة الأولى لمهرجان نظران وهو احد الفنانين المسرحيين البارزين في محافظة البصرة وقد توفي عام 2009 .
وشاهد الجمهور بعد ذلك و الذي مثّل فنانين حضروا من عدد من المحافظات اولى الفعاليات المسرحية لفرقة الزبير المسرحية وهي مسرحية حارس المقبرة من تأليف هشام المالكي واخراج فرحان هادي وستتضمن فعاليات الايام التالية جلسة نقدية عن مسرحية حارس المقبرة وتقدم فرقة شناشيل مسرحية (اشششش) فكرة واخراج عبدالحسن نوري ومسرحية نخاسة لفرقة محمود ابو العباس من تأليف سعد هدابي واخراج علي الاحمد مع جلسة نقدية عن مسرحية (اشششش) بعدها تقدم فرقة الزبير مسرحية حارس السرير مونوندراما من تأليف حسين نجم واخراج علي المهدي ليكون اليوم الذي يليها مخصصا لنقد المسرحيتين بعدها تقدم فرقة جعار للثقافة والفنون مسرحية (فهرسة) تأليف علي المدني وعلاء صندوق واخراج على المدني اما في آخر ايام المهرجان فستقدم نقابة الفنانين فرع البصرة مسرحية (حقنة) تأليف واخراج بدور العبدالله ثم الجلسات النقدية لمسرحيتي فهرست وحقنة ومن ثم حفل الختام وتوزيع الجوائز .
ومن اللجنة العليا للمهرجان قال الدكتور عبد الكريم عبود عودة مدير المركز الثقافي بجامعة البصرة عضو اللجنة : المسرح ثقافة متكاملة في رسالته الجمالية والابداعية وهذه الرسالة تعمل ضمن مسارات متعددة تبدأ بالنص المسرحي وصولا لتحولاته ثم تنتقل الى المتلقي واساسيات تفاعله وتواصله الحي مع العرض لتكتمل دائرته بالنقد واصول تناوله وان حاجتنا للمسرح هي حاجة معرفية تنقلنا من حدود السطحيات الى بحر الثقافة الذي يمدنا بأمواج قادرة على صناعة الحياة مشيرا الى انه هكذا ينبغي أن يؤخذ المسرح كجزء من الثقافة الأنسانية الوطنية دوره في البناء وان مسرحنا العراقي وعبر فترات نشأته وتكوينه وتطوره لعب دورا حقيقيا في بناء الحياة العراقية على المستوى الثقافي والأجتماعي وقد سجل رجالات المسرح العراقي عناوين للأبداع والتجربة والعطاء على مرّ قرنين من الزمن وجميعنا نحتاج الى نهضة توقظ هذا السبات في مسرحنا لننهض بالشارع العراقي نحو ثقافة السلم والمحبة وبناء الوطن واننا نحتاج الى مثل هذه اللقاءات للمكاشفة وللتخطيط الاستراتيجي لعملنا المسرحي وصولا الى تحقيق مسرح عراقي يسعى للمساهمة في بناء الانسان والوطن وتأكيد روح البيت الواحد.
يذكر ان نقابة الفنانين قامت بتأليف عدد من اللجان ومنها اللجنة العليا للمهرجان واللجنة التحضيرية واللجنة المالية واللجنة التحكيمية ولجنة المشاهدة واللجنة النقدية واللجنة الفنية واللجنة الاعلامية .