اسهام المواطن ..
في اكساء الشوارع !!

كان لابد لنا من العودة الى تذكير المسؤولين المعنيين في دوائر الدولة – وخاصة امانة بغداد – بالوعود التي قطعوها امام المواطن في تنفيذ التزاماتهم العملية لتحقيقها بعد ان طال عليها الزمن ، ولم يجد هذا المواطن الا ان كل شيء بقي على حاله ولم تمتد اليه يد الإصلاح والبناء .
نحن هنا امام حالة علينا ان نطلقها امام المسؤولين في امانة بغداد والدوائر المعنية الأخرى وهي دعوة المواطن للإسهام في عمليات اكساء الشوارع وتجميل الأرصفة والجزرات الوسطية من خلال التبرع لصندوق يؤسس لهذا الغرض شريطة ان يكون بايدي امينة ونزيهة لايمكنها التلاعب بمثل هذه الأموال .. ونكرر القول ان هذه الدعوة يجب ان توجه الى المسؤولين والنواب والاثرياء والتجار وأصحاب المصانع والارصدة المالية وكل ما ملكت ايمانهم من أموال يمكنهم الاسهام بها من اجل اكساء الشوارع التي دمرت خلال العقود الماضية من الزمن .. هناك من يقول ان شوارع منطقة البتاويين وسط العاصمة بغداد تم تبليطها في سني الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي وهي مازالت تحمل اسم ( شوارع شبه مبلطة ) وبيوت بكاملها آيلة للسقوط في الوقت الذي يحدوني الامل ان تكون الحكومات المتعاقبة جاءت للبناء لا للخراب والدتمير .
كما اعيد قول صاحبي في مقالة ذكرتها سابقا انه كان ينتظر منذ ثلاث او اربع سنوات ان يصل اكساء الشوارع الى حي الجامعة وخاصة ما يطلق عليه جزافا شارع برج الجدي ،، فاين نحن من ( زبد هذه الوعود التي تداف في عسل الكلام ) وفي المنطقة نفسها هناك وزير ما ان سكن الحي حتى امر بتبليط الشارع الذي هو فيه .. وقد تم تبليطه فورا ، نحن بدورنا نتساءل لماذا شارع الوزير وليس شارع الفقير ؟
في نيسان الماضي اعلن المسؤولون في امانة بعداد عن قرب عن تطوير وتأهيل عدد من المحلات السكنية غير المخدومة، وتنفيذ مشروع الأتمتة الإلكترونية ، فيما ذكر أمين بغداد في تصريح صحفي ، أنه “ الامانة لديها إرادة وخططاً ورؤية واضحة لتطوير مدينة بغداد”، وأن “مشروع نهضة بغداد الذي أعلن من مقهى الشابندر في شارع المتنبي؛ جاء للدلالة الثقافية والفكرية لمدينة بغداد وهو مشروع يعتمد على إدارة مثلى لموارد الدولة في ظل الضائقة المالية عبر تحشيد جهود عدد من الوزارات والجهـات الساندة “.
أن “مشروع نهضة بغداد يضم حملات متعددة منها حملة الاكساء الكبرى بمساحة (١٦) مليون متر مربع وحملة تنظيف وتنظيم الواجهات في شوارع بغداد الرئيسة وتأهيل الشوارع العامة وكذلك صناعة الجمال ببغداد عبر اعمال فنية جديدة ومشاريع تخطيطية مهمة”.كما اعلن عنها ، وهذا يعني ان العمل سيجري على إزالة الغبار عن مدينة بغداد وإزالة كل مايشوّه وجهها الجميل وإشاعة ثقافة التعاون بين المواطن والدوائر الخدمية”، اضافة الى الشروع بتنفيذ مشروع الاتمتة والجباية الالكترونية لرفع إيرادات أمانة بغداد بشكل كبير والقضاء على اي عمليات فساد”.
والحديث عن الجباية ذو شجون ممزوجة بالمرارة والالم لان ما يصل الى الدولة لا يوازي 10% فقط من الاموال التي يتم سرقتها بطريقة وباخرى والكلام عنها طويل للغاية ، وتكون مثل ( قصة لا تنتهي ) ، ولذلك فاننا ندعو الى “ضرورة وضع الضوابط والآليات الصحيحة لعملية الجباية وعدم الاعتماد على الجباية اليدوية والورقية التي يسهل اختراقها” ، وان “هناك إجراءات للحد من حالات التجاوز والحرص على ان تكون غير تعسفية تتزامن مع عملية تثقيف للمواطنين وتوجيه الدوائٔر البلدية بمتابعة جميع المخالفات واتخاذ الإجراءات القانونية بحقها “.
حديث او تصريحات المسؤولين في امانة بغداد تتحدث عن الوجه الحضاري والشوارع الرئيسة للعاصمة بغداد ، اذن ايين نحن من الازقة والفروع التي عصفت بها الدنيا وكأننا نعيش في عصر الظلمات ، ندعو من الله ان تشرق الشمس على بغداد والعراق مرة أخرى في المستقبل القريب .
وهنا استذكر قول الشاعر أبو القاسم الشابي : ( اذا الشعب يوما أراد الحياة – فلا بد ان يستجيب القدر )

سامي حسن

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة