عازفة البيانو بان محمد: الموسيقى ضرورة لاحتواء الاطفال وابعادهم عن التنمر

وداد ابراهيم
حين توجه اليها الدعوة لحضور حفل او مهرجان او معرض فني، تحمل آلة البيانو الخاص بها وتنتقل من مدينتها الموصل الى السليمانية او البصرة وبغداد لتشارك عازفة.
تمتلك الحماسة والطموح والحب للموسيقى، غير مبالية بمتاعب حمل الآلة ومصاريف النقل من مدينة الى اخرى، ومحملة بأمل ان يكون للموسيقى شأن عظيم في مدينتها التي خرجت توا من الخراب والدمار الذي خلفه داعش الارهابي، ولتعطي ما تعلمته من فن الموسيقى على يد العازفتين اغنس بشير وبياتريس اوهانسيان الى اجيال من طلبتها .
التدريسية الاكاديمية وعازفة البيانو بان محمد شكيب تقول عن مسيرتها مع العزف والموسيقى: “كان حلمي ان ادرس الموسيقى واتعلم واحترف العزف منذ كنت طفلة، ولان الموسيقى من الفنون التي تبدأ بالفطرة، كنت اعزف بشكل غريب على الآلات الصغيرة التي احصل عليها كهدايا في طفولتي، فدرست الموسيقى في معهد الفنون الجميلة في بغداد وعلى يد كبار الموسيقيين والفنانين، وتخرجت 1986معلمة لدرس النشيد والفنية في مدينتي الموصل، وكان المتخرج من معهد الفنون الجميلة يعيّن معلما لدرسي النشيد والفنية من دون ان يكون هناك درس للموسيقى، وكان علي ان اعطي ما درسته من فن الى الاطفال”.
بان شكيب أسست فرقة انشاد من الاطفال بعد اختبار الصوت والاداء والقابلية على حفظ الاناشيد، وكات تدربهم بالاستعانة بأجهزة التسجيل، حتى صار للمدرسة فرقة انشاد حقيقية وناجحة تقدم الاناشيد الوطنية في الاحتفالات.
تقول: “واصلت عملي من دون ان احقق هدفي في تعليم الاطفال فن العزف، وبعد عشرين عاما انتقلت الى معهد الفنون الجميلة في الموصل، وعملت مدرسة للموسيقى. ولان اساسي قوي وجيد في الثقافة الموسيقية ساعدني على ان استعيد كل المعلومات التي تخص الدراسة الاكاديمية في فن الموسيقى. واضعها امام طلبتي في المعهد وصرت الان عازفة على البيانو اشارك في الاحتفالات والمهرجانات اينما تكون، واشعر بسعادة كبيرة وانا اعزف النشيد الوطني على البيانو وأقدم معزوفات بتهوفن وباخ، واجد هناك من يشجعني ويستمع الي”.
اما عن مشاركة الفتاة في اقسام الفن والموسيقى فقالت: “بشكل عام هناك عزوف من الفتيات في الدخول الى قسم الموسيقى، ولكن بعد اندحار داعش الارهابي وما شهدته مدينة الموصل من نهضة وعودة للحياة الطبيعية، وجدت ان عددا قليلا من البنات دخلن الى قسم الموسيقى، وقد يشهد المعهد في السنوات المقبلة اقبالا اكبر من الطالبات”.
وتابعت: “اوجه الدعوة الى المؤسسات التربوية للاهتمام بدرس الموسيقى، لأنه يساعد الاطفال على احتواء طاقاتهم بشكل جيد وصحي وتبعدهم عن التنمر والمشاكسة، ولا يقل اهمية عن الدروس العلمية ودرس الرياضة كونه يعد رياضة روحية، وادعو لإعادة درس الفنية في المدارس فيما اذا عاد النظام الحضوري. من اجل نشر الثقافة الذاتية وكيفية الاحساس بها ومعرفتها من خلال التعلم والبحث عن المواهب”.
اما عن مستقبلها فقالت: “حين بدأت بتدريس الموسيقى شعرت اني وصلت الى منتصف الطريق من اجل ان اصنع جيلا يفهم ويعرف اهمية الموسيقي، بالأخص واننا نمتلك تراثا موسيقيا عظيما من ملحنين وعازفين، ويكتمل طريقي حين يكون لي مدرسة للموسيقى وان يكون التعليم فيها مجانيا للأطفال من اجل جيل ذي حس فني ، يعرف مكامن الجمال الحقيقي ويتسم بالذوق ويبتعد عن كل ما هو فوضوي”.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة