بسبب تهديدات طالبان..
الصباح الجديد ـ متابعة:
تراجعت حرية الصحافة في أفغانستان خلال الأشهر الأخيرة، وفق تقارير متطابقة، بينما يعيش الصحفيون على وقع التهديدات بغلق المؤسسات الإعلامية، مع عودة حركة طالبان إلى الساحة.
موقع إذاعة “فويس أوف أميركا” لفت إلى أنه في اليوم الذي دخلت فيه حركة طالبان منطقة بلخ، على بعد 20 كيلومترا غربي مزار الشريف، الشهر الماضي، أغلقت محطة الإذاعة المحلية “نوبهار” أبوابها واختبأ معظم صحفييها.
مع تقدم حركة طالبان بسرعة عبر أفغانستان، تعبر سيدات أعمال عن مخاوفهن من العودة إلى فترة حكم طالبان المظلمة، والتي كانت النساء خلالها تمنع من العمل، وفقا لتقرير نشرته مؤسسة “طومسون رويترز”.
في غضون أيام، بدأت المحطة في البث مرة أخرى، لكن برامجها تغيرت، وأصبحت مختلفة، وبدلاً من البرامج العادية، كانت محطة “نوبهار” تبث معزوفات وأناشيد إسلامية من إنتاج طالبان.
وكانت المحطة في المقاطعة الشمالية في عام 2004 تبث الأخبار والترفيه بلغتي الداري والباشتو بفضل أموال من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
ولسنوات، عكست تجربتها اتجاهاً متنامياً لوسائل الإعلام الأفغانية المستقلة.
لكن مع تدهور الوضع الأمني، تراجعت تلك الحرية “والمكاسب الأخرى التي حققتها البلاد في السنوات العشرين الماضية، بما في ذلك حرية الصحافة” وفق “فويس أوف أميركا”.
ويقول معهد رويترز لدراسة الصحافة إن أفغانستان تحولت من انعدام وجود وسائل إعلام مستقلة في ظل حكم طالبان إلى 170 محطة إذاعية وأكثر من 100 صحيفة ومحطات تلفزيونية متعددة منذ أن طردت الولايات المتحدة الممتشددين قبل 20 عامًا.
والآن، وبعد أن رحل الجنود الأجانب تقريبًا ووضعت طالبان المنطقة تحت سيطرتها، يفر العديد من الصحفيين العاملين.
واضطر حوالي 50 صحفياً في منطقة خاضعة حديثاً لسيطرة طالبان للمغادرة، بينما توقفت أكثر من 20 وسيلة إعلامية عن العمل، فيما أُجبر آخرون على بث دعاية طالبان، بحسب نجيب شريفي، رئيس لجنة سلامة الصحفيين الأفغان التي تراقب التهديدات ضد وسائل الإعلام، في حديثه لموقع “فويس أوف أميركا”.
وقال شريفي: “لدينا ما لا يقل عن خمس محطات إذاعية، ووسائل إعلام خاصة، سيطرت عليها طالبان، ومن خلال هذه المحطات الخمس، تبث طالبان دعايتها” ثم تابع “لقد توقفوا أيضًا عن بث الموسيقى وأصوات النساء”.
وبالموازاة مع تضاعف المخاطر والتهديدات، تراجعت وتيرة تدفق المعلومات الحرة والنزيهة.
وقال شريفي: “نحن نواجه تعتيمًا إعلاميًا واسعًا في المناطق التي استولت عليها طالبان”وتابع “نحن لا نعرف ما يجري هناك لأنه لا يوجد صحفيون للإبلاغ عما يحدث مع الناس، وما يحدث مع طالبان، وكيف يحكمون الناس، وكيف يقدمون الخدمات للشعب”.
كما يواجه الصحفيون في أفغانستان بشكل متزايد عقبة أخرى، وهي فيض من الدعاية والأخبار المزيفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال شريفي في الصدد: “يتم تنسيق ونشر قدر كبير من الدعاية، معظمها من قبل طالبان” ، مضيفًا أنه أصبح من الصعب جدًا على الصحفيين التصفية بين الحقيقة والخيال.
ويقول الصحفيون في أفغانستان إنهم ليسوا قلقين على حياتهم المهنية فحسب، بل على مستقبل الصحافة.