الصباح الجديد – وكالات:
يتميزون ببساطة أدوارهم، ورغم ذلك استطاعوا أن يتركوا بصمة واضحة مع الجمهور، فتراهم في أكثر من عمل فني بإطلالة بسيطة أو جمل مميزة، فتحفظ وجوههم دون أن تعرف أسماءهم، وهم «الكومبارس» الذين تركوا بصمتهم في الكثير من الأعمال الفنية، لكن رغم تفوقهم في أدوارهم البسيطة، فإنهم لم يأخذوا فرصتهم في التمثيل بمساحات أكبر، ولم يجدوا من يدعمهم، ومنهم من توفي ولم يشعر به أحد، ومنهم من يشتكي قلة فرص العمل في التمثيل، وآخرون يشكون من الفقر والمرض، ورصد موقع «سكاي نيوز عربية»، بعضا من أشهر «كومبارس» السينما المصرية، وذلك بعد رحيل الفنانة سحر كامل قبل أيام، والتي كانت تشتكي من قلة فرص العمل قبل وفاتها، رغم تميزها بملامح وخفة ظل، جعلتها تعلق في أذهان الجمهور، وتصبح مشاهدها «تريند» على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل جملتها الشهيرة في فيلم «الناظر»، وهي: «الله وأنا مالى يا لمبي!».
قائمة كومبارس السينما الذين رسموا الضحكة على وجوه الملايين تضم أسماء عديدة، من بينهم الممثل محمد عيد، الذي عرف من خلال ظهوره في فيلم «الرجل الأبيض المتوسط» مع أحمد آدم عام 2001، حيث لعب دور شقيق الفنانة نشوى مصطفى. ورغم قلة مساحته في الفيلم، فإنه استطاع أن يلفت انتباه الجمهور، وهناك الممثلة نبوية السيد، التي لفتت الانتباه مع الفنان محمد سعد في فيلم «اللمبي»، فبالرغم من أنها ظهرت في مشهد واحد وهي تضحك أثناء أدائها الامتحان مع سعد، فإنها حازت على إعجاب المشاهدين الذين حفظوا الكثير من جملها.
أما صاحب جملة «ينصر دينك يا أستاذ خليفة»، في مسرحية «شاهد مشفش حاجة»، فيعد واحدا من أشهر «الكومبارس» في العالم العربي، فعندما تسمع هذه الجملة لابد أن تعرف أنه الممثل نصر سيف، الذي عرف بأدوار الشر في السينما المصرية.
القائمة تضم أيضا الممثل أدمون تويما، الذي اشتهر بدور «الجواهرجي الخواجة» (تاجر المجوهرات من أصول غربية)، وكانت من أبرز أعماله «حكاية حب»، و»نادية»، و»ألمظ وعبده الحامولي»، كما اشتهرت الممثلة فاطمة كشري، عندما ظهرت مع الفنان أحمد مكي في فيلم «لا تراجع ولا استسلام»، ومن أشهر الكومبارس أيضا، الممثل عبد الرازق الشيمي، أو كما لقب بالسينما بـ»فرعون»، الذي اشتهر بشخصية «واو»، في مسرحية «عفروتو» مع النجم محمد هنيدي ومن أبرز أعماله «بلية ودماغه العالية»، و»زيزينيا»، و»لدواعي أمنية»، و»جحا المصري»، و»الحقيقة والسراب»، و»عباس الأبيض»، و»راجل وست ستات»، و»أزمة سكر»، و»الكيف». وكانت آخر أعماله مسلسل «الأخ الكبير»، أيضا الممثل صفا محمد، حاز على إعجاب الكثيرين، ولقب بـ»نوفل». وقد شارك في عدة أعمال من بينها «سلامة في خير»، و»نوفل»، و»دهب»، و»اليتيمتين»، و»غزل البنات».
قائمة أبرز الكومبارس، لا تخلو من الممثلة فايزة عبد الجواد، فقد تميزت بحدة ملامحها وغلظتها، وكانت دائما تقدم أدوار «بنت البلد الشعبية»، أو «السجانة» التي تستطيع السيطرة على من في الحجز، ومن أشهر أعمالها السينمائية «خلى بالك من زوزو»، و»غريب في بيتي»، و»آخر الرجال المحترمين». ومن مسلسلاتها «بكيزة وزغلول»، و»سوق الخضار»، و»كيد النسا».
وعن حال «الكومبارس» قديما وحديثا، قال الناقد الفني محمد عبد الرحمن : «قد يرى البعض أن الذين يقومون بالأدوار الثانوية لا يأخذون حقهم، لكن هذا هو حال السينما» وتابع: «لابد من وجود أبطال، ثم بطل ثان ثم ثالث وأخيرا ممثل المشهد، لذلك كان للسوشيال ميديا عامل مهم في إظهار هؤلاء النجوم من أصحاب الأدوار الثانوية»، وأضاف الناقد الفني: «قديما كان الممثل من فئة الكومبارس يعيش ويموت دون أن يعرف اسمه، ولكن عصر السوشيال ميديا ساعد في إبراز هؤلاء النجوم، مثل ما حدث مع الفنانة الراحلة سحر كامل، فالجمهور ربط اسمها بأدوارها المميزة التي ظلت عالقة في أذهان الناس رغم عدة سنوات على عرض أفلامها، لذا فهي تعد فنانة موهوبة لأن موهبتها ظهرت في جملة أو مشهد».
وبخصوص أحقية كومبارس السينما في الالتحاق بنقابة المهن التمثيلية، يقول الفنان مكرم منير، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية: «هناك شروط معينة للالتحاق بالنقابة وفقا للقانون رقم 35 سنة 1987، وهو أن يكون المتقدم للنقابة حاصل على الثانوية العامة أو ما يعادلها، أو من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية أو ما يعادلها» وأضاف: «من يجد في نفسه الشروط المنطبقة، يتقدم للحصول على العضوية»، مشيرا إلى أن نقابة المهن التمثيلية أحيانا تتوجه بالمساعدات إلى من يمتهنون مهنة التمثيل، دون أن تنظر ما إذا كانوا «نقابيين» أم لا.