“رجل التنين”… جمجمة ربما تعيد كتابة قصة التطور البشري

الصباح الجديد-متابعة:

تضمن التطور البشري الذي أدى إلى ظهور الإنسان الحديث تشريحياً (الإنسان العاقل) كنوع فريد ضمن فصيلة القردة العليا (الهومينيد)، لسمات مثل: المشي على قدمين واللغة، وكذلك التزاوج البيني مع غيرهم من أشباه البشر (الهومينين)، ما يعني أن عملية تطور الإنسان لم تكن خطية وإنما كانت أشبه بشبكة.

وتدخل في دراسة التطور البشري عدة علوم أو تخصصات علمية مثل علم الإنسان وعلم الآثار وعلم الحفريات وعلم الأعصاب الحيوي وعلم سلوك الحيوان وعلم اللغة وعلم النفس التطوري وعلم الأجنة وعلم الوراثة. وقد أثبتت الدراسات الوراثية أن الرئيسيات تفرعت من طائفة الثدييات قبل نحو 85 مليون سنة، وذلك في العصر الطباشيري المتأخر، وتظهر الحفريات المبكرة لها في العصر الباليوسيني، أي منذ نحو 55 مليون سنة.

وللتوضيح فان الرئيسيات رتبة تنضوي تحت فصيلة الثدييات وتشمل عدد من الحيوانات كالقردة والغوريلات وأيضا الإنسان.

 رتبة الرئيسيات تحوي على خصائص متشابهه في ما بينها كالأصابع القادرة على التحرك والأظافر والنظر وتجويف العينين في الجمجمة وتركيب الجمجمة نفسها وضخامة الدماغ مقارنة بالجسم ككل. جميع أنواع هذه الرتبة لها حاسية شم ضعيفة تقريبا

مؤخرا كشف علماء قاموا بتحليل جمجمة أطلقوا عليها اسم “رجل التنين”، أنها قد تقود إلى إعادة صياغة قصة التطور البشري من جديد.

ويدور الحديث عن حفرية بشرية قديمة محفوظة بشكل شبه كامل تعرف باسم “جمجمة هاربين”، نسبة إلى اسم المدينة التي اكتشفت بها بمقاطعة هيلونغجيانغ بأقصى شمال الصين.

والجمجمة التي تم العثور عليها قبل 90 عاما في أثناء الاحتلال الياباني، موجودة الآن  في متحف علوم الأرض في جامعة هيبي جيو الصينية.

ويقول العلماء الآن أن هذه الجمجمة تمثل نوعا بشريا تم اكتشافه حديثا يُدعى “رجل التنين”، وتشير النتائج التي توصلوا إليها، والتي ظهرت في ثلاث أوراق بحثية نُشرت في مجلة The Innovation، إلى أن سلالة “رجل التنين” قد تكون أقرب الشبه بالإنسان الحديث، بشكل يتجاوز إنسان نياندرتال، الذي يعود إلى 350 ألف سنة.

وبحسب العلماء فإن جمجمة “رجل التنين”، لديها القدرة على إعادة تشكيل فهمنا للتطور البشري.

ويقول مؤلف الدراسة الدكتور تشيانغ جي من جامعة هيبي جيو “حافظت هذه الحفرية على العديد من التفاصيل المورفولوجية الحاسمة لفهم تطور جنس الإنسان وأصل الإنسان العاقل”.

ويمكن للجمجمة الضخمة التي تعود لرجل يبلغ من العمر 50 عاما تقريبا، أن تحوي دماغا يضاهي حجم دماغ الإنسان المعاصر، لكنها تحتوي على تجويفين مربعين كبيرين للعين، وحواف جبين سميكة، وفم عريض، وأسنان كبيرة الحجم.

يقول جي  “بينما تُظهر سمات بشرية قديمة انموذجية، تقدم جمجمة هاربين مزيجًا من الفسيفساء من الشخصيات البدائية والمشتقة التي تفصل نفسها عن جميع الأنواع الأخرى المسماة سابقا بشخصيات الهومو (Homo Sapiens)”.

ويعتقد العلماء أن الجمجمة تخص رجل كان يعيش في بيئة مليئة بالغابات والسهول الفيضية كجزء من مجتمع صغير كان يعيش أفراده مثل الإنسان العاقل على صيد الثدييات والطيور، ويجمعون الفواكه والخضروات وربما يصطادون الأسماك، مثلما يقول الدكتور Xijun Ni أستاذ علم الحيوانات الأولية وعلم الإنسان القديم في الأكاديمية الصينية للعلوم وجامعة هيبي جيو.

ومن خلال استعمال سلسلة من التحليلات الجيوكيميائية، قام جي وني وفريقهما بتأريخ حفرية هاربين لما لا يقل عن 146 ألف عام، أي في العصر الجليدي الأوسط.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة