بلينكن: لا مؤشرات ملموسة تفيد برغبة طهران العودة الي المفاوضات
الصباح الجديد ـ وكالات:
اعتبرت إيران امس الإثنين أن تحقيق نتائج في مباحثات فيينا الهادفة لإحياء الاتفاق بشأن برنامجها النووي، رهن اتخاذ واشنطن “قرارا سياسيا”، وذلك بعد اعتبار وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن أن لا مؤشرات ملموسة تفيد برغبة طهران بالعودة للاتفاق.
وتخوض الجمهورية الإسلامية والقوى الكبرى المنضوية في الاتفاق المبرم العام 2015، مباحثات في فيينا منذ مطلع نيسان/ أبريل الماضي ، سعيا لإحياء الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة أحاديا في 2018 خلال ولاية رئيسها السابق دونالد ترامب، معيدة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.
وأبدى الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عزمه على العودة الى الاتفاق. ويحضر وفد أميركي في العاصمة النمسوية من دون الجلوس الى طاولة واحدة مع الوفد الإيراني، ويتولى الأطراف الآخرون في الاتفاق التنسيق بين الجانبين.
وتهدف المباحثات التي أجريت أربع جولات منها حتى الآن، الى عودة واشنطن الى الاتفاق ورفع العقوبات التي أعادت فرضها على طهران، في مقابل عودة الأخيرة الى التزاماتها بموجب الاتفاق، والتي تراجعت عن غالبيتها بشكل تدريجي بعد عام من الانسحاب الأميركي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحافي امس الاثنين “حققنا تقدما مهما جدا ولا زلنا نعتقد أن (التوصل الى) اتفاق هو أمر في متناول اليد”.
وفي حين أبرز خطيب زاده أهمية الأمور التي لم يتم التوصل الى اتفاق بشأنها حتى الآن، شدد على أن المباحثات “يمكن بسهولة أن تفضي الى نتائج في حال اتخذ قرار سياسي في واشنطن”.
وأوضح أن قرارا من هذا النوع يجب أن يشمل ابتعاد الإدارة الحالية عن أدبيات وسلوكيات” الإدارة الأميركية السابقة التي اعتمدت سياسة “ضغوط قصوى” حيال الجمهورية الإسلامية.
وأتت تصريحات خطيب زاده غداة قول وزير الخارجية الأميركي في تصريحات تلفزيونية، إن “السؤال الذي ليس لدينا إجابة عليه بعد هو ما إذا كانت إيران، في نهاية المطاف، مستعدة للقيام بما هو ضروري للامتثال مجدداً للاتفاق”.
وأضاف “نحن نعرف العقوبات التي يجب رفعها إذا لم تكن متوافقة مع الاتفاق النووي”، مضيفا أن “إيران، على ما أعتقد، تعرف ما يتعين عليها القيام به للعودة إلى الامتثال للاتفاق بخصوص الجوانب النووية، ولم يتبين لنا ما إذا كانت إيران مستعدة لاتخاذ قرار”.
وتابع الوزير بلينكن “هذا هو الرهان، ولا جواب لدينا إلى الآن”.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف علّق صباح الاثنين على ما أدلى به نظيره الأميركي، وتوجه إليه بالقول عبر تويتر إن “رفع عقوبات ترامب (…) هو واجب قانوني وأخلاقي. ليس وسيلة ضغط تفاوضية”، مضيفا “لم ينجح ذلك مع ترامب، ولن ينجح معكم”. وحذّر خطيب زاده قبل الجولة الخامسة المرتقبة من المباحثات، بأن الأخيرة “قد تمتد لفترة أطول من المتوقع اذا واصل الفريق الأميركي العودة الى فيينا للابقاء على الإرث الفاشل” لإدارة الرئيس السابق ترامب.
وكان وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن اعلن يوم الأحد الماضي أنّ بلاده لم تر بعد مؤشرات ملموسة حول استعداد إيران “للقيام بما هو ضروري” من أجل الامتثال للاتفاق النووي والسماح بالتالي برفع بعض العقوبات الأميركية.
وقال لمحطة “سي ان ان” التلفزيونية الأميركية أثناء تعليقه على المباحثات الجارية في فيينا لمحاولة إحياء الاتفاق، “السؤال الذي ليس لدينا إجابة عليه بعد هو ما إذا كانت إيران، في نهاية المطاف، مستعدة للقيام بما هو ضروري للامتثال مجدداً للاتفاق”.
وأبرمت إيران وست قوى كبرى الاتفاق العام 2015، وهو أدى الى رفع العديد من العقوبات المفروضة عليها، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلميتها. لكن الاتفاق تعثر منذ انسحاب واشنطن أحادياً منه العام 2018 في ظلّ رئاسة دونالد ترامب. غير أنّ إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن ترغب في العودة إليه وتشارك في مفاوضات غير مباشرة مع إيران في فيينا. ومن المقرر أن تستأنف المحادثات بجولتها الخامسة في مستهل الأسبوع في العاصمة النمسوية.
وقال بلينكن لمحطة “ايه بي سي”، “نحن نعرف العقوبات التي يجب رفعها إذا لم تكن متوافقة مع الاتفاق النووي”.
وأضاف أنّ “إيران، على ما أعتقد، تعرف ما يتعين عليها القيام به للعودة إلى الامتثال للاتفاق بخصوص الجوانب النووية، ولم يتبين لنا ما إذا كانت إيران مستعدة لاتخاذ قرار”. وتابع “هذا هو الرهان، ولا جواب لدينا إلى الآن”.