شكل العام المنصرم 2020 تحديا كبيرا للشعوب بعد ان فرضت جائجة كورونا حضورها على اوسع خارطة عالمية وتسببت بتدهور كبير في ميادين المال والاقتصاد ومع استمرار الاثار السلبية لهذه الجائحة حاولت العديد من الحكومات في بلدان العالم تخفيف وطاة الضغوطات الاقتصادية التي تاثرت منها شرائح المجتمعات عامة وشريحة الفقراء خاصة وظهر جليا من خلال استقراء فصول هذه الجائحة ان ثمة من استثمر هذه الاوضاع في سبيل تحقيق مكاسب على مستوى التنافس بين الدول وعلى مستوى التحالفات وعلى مستوى الشركات وعلى مستوى الافراد حيث ساهمت جائحة كورنا في ظهور الوان جديدة من التنافس الاقتصادي والسياسي للخروج باقل الخسائر ووسط هذه التداعيات بقي العراقيون يترقبون مسارات التعامل مع هذه الجائحة ويعقدون المقاربات بين مايجري في الدول المجاورة لهم والدول البعيدة ومايحصل داخل بلادهم يعلقون الامال على الدولة العراقية في مواجهة الاثار الاقتصادية والمالية وكان من المفروض ان تكون معالجات مجلس الوزراء الذي يمثل الواجهة الرسمية للدولة العراقية بمستوى طموح المواطن العراقي الذي لايجد ملاذا امنا من التقلبات الاقتصادية المفاجئة التي رافقت حلول الجائحة سوى الدولة بعناوينها الرسمية المتمثلة بسلطاتها الثلاث الا ان ماشهدناه في العام الماضي ومطلع العام الحالي يؤشر الى مستوى متدني وتراجع عن الدور المناط بالمؤسسات المعنية بالشان الاقتصادي حيث افتقد العراقيون الى الخطط الطموحة والافكار الخلاقة التي يمكن ان تساهم في وضع الحلول وتخفيف المعاناة فخط الفقر يتسع في هذه البلاد ونسبة البطالة في تصاعد والاصابات بكوفيد 19 لم تتراجع والقرار الذي اصدره البنك المركزي العراقي برفع سعر صرف الدولار لايزال يترك اثاره السيئة على طبقات واسعة من المجتمع من دون ان يترجم الى حلول واقعية تخفف من وطاة ارتفاع اسعار السلع والمواد الغذائية حيث يجد المواطن العراقي نفسه بين مجموعات و( لوبيات ) مالية واقتصادية تتحكم بالسوق ولايجد ناصرا او معينا له في اسواق البيع والشراء فيما تزداد الظروف المعيشية سوءا ويفقد العراقيون فرصا اخرى في ترميم احوالهم وتحسين قدراتهم لمواجهة الغلاء الفاحش الذي يداهمهم في الماكل والملبس وتهتز عندهم العملية التعليمية في المدارس والجامعات ويتعاظم حزنهم حينما يطالعون عبر وسائل الاعلام الامكانيات والقدرات في صنع الحلول لدول اخرى نجحت في تخفيف الاثار الاقتصادية والصحية والمالية لجائحة كورونا وتستعد لطوي هذه الصفحة السوداء والعودة مجددا الى الحياة الطبيعية حيث تكفلت الدول بحدود متفاوتة هناك بحماية ابناءها وتعثرت الدولة هنا في ايجاد السبل الناجحة للتعامل مع جائحة كورونا ونتائجها وفسحت المجال لمن عبثوا بمقدراتها ولم تمد يد العون الى ملايين المحتاجين والمتضررين من اثار كوفيد 19 .
د. علي شمخي