سلاما يا قائم آل محمد

-1-
في ليلة النصف من شعبان سنة 255 هـ ولد مهديُّ آل محمد ( عليه السلام) وهو أمل الانسانية كلها في الخلاص من كل قوى الظلم والظلام..
-2-
ولا نذيع سراً اذا قلنا :
انّ المسلمين جميعا متفقون على أنَّ أعظمَ ليلتَيْنِ في السنة هما :
ليلة القدر
وليلة النصف من شعبان
والسؤال الآن :
كيف أصبحت ليلةُ النصف من شعبان تحظى بهذهِ الأهمية الاستثنائية الكبرى ؟
والجواب :
في ليلة القدر أُنزل القرآن العظيم ،
-وهو الذي رسم معالم الحياة الحرة الكريمة بكل جوانبها –
وفي ليلة النصف من شعبان ولد الامام المهدي (ع) الذي ختّم الله به الأوصياء، وأعدّه ليكون المنقذ الرباني للبشرية كلها ،وأوكل اليه مهمة انقاذ البشرية بالقرآن وما ضمّ من هُدى وأحكام .
-2-
وتقول :
انّ عمر المهديّ من آل محمد الآن هو 1187 عاماً وهو مالم نشهده في سائر الناس فكيف كان ذلك ؟
والجواب :
انّ المسلمين جميعا متفقون على أنَّ (الخضر) – عليه السلام – موجود بينهم، ولم يُثر ذلك استغرابهم، وحكم الأمثال في ما يجوز وما لا يجوز واحد –كما يقول الفلاسفة – فليكن عمر الامام المهدي الطويل نظيراً لعمر الخضر المديد .
ثم اننا نقرأ في القرآن قوله تعالى عن يونس .
( فلولا أنه كان من المُسبحين لَلَبِثَ في بطنه إلى يوم يبعثون )
الصافات /144
وهي صريحة في امكان امتداد حياة الانسان الى قيام يوم الدين .
ثم انّ الوعود الالهية التي لا تتخلف تقول :
( ونريد أنْ نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين )
القصص /5
وهذا مالم يحصل حتى الآن، ولن يحصل قبل قيام الامام المنتظر .
-3 –
ان الاحاديث الواردة في شأن الامام المهدي (عليه السلام) بلغت الستة آلاف حديث، في كتب الحديث عند المسلمين، وأحاديث الرسول (ص) عنه صدرت قبل ولادته بفترة طويلة تمهيداً للمرحلة اللاحقة في اشارة واضحة الدلالة على أهمية القضية وخطورتها .
-4-
وما من أمة من الامم الاّ وهي تؤمن بظهور المُنْقِذ المُخَلِص .
-وهي بهذا تشاركنا في انتظار القائد الرباني الذي يرفع راية العدل ويملأ الدنيا قسطا وعدلاً بعد أنْ ملئتْ ظلماً وجوراً .
وسيقف السيد المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) مصليا خلفه ،
ومعنى ذلك انضواء أتباع السيد المسيح (عليه السلام) تحت راية الامام المهدي (عليه السلام) مذعنين لقيادته الربانية السديدة .
-5-
انّ أهم ما يجب التركيز عليه في عصر الغيبة هو تفعيل الصلة والعلاقة بَيْنَنَا وبَيْنَهُ (عليه السلام) لكي لا تبقى المسألة مجرد ايمان نظري .
-6-
ان علينا ان نُعدّ أنفسنا لنكون جنوداً مخلصين لأمامنا المنتظر (ع)
واذكر في هذا السياق انّ السيد الوالد العلاّمة السيد محمد هادي الصدر – رحمه الله – أرسل لي قصيدة في الايام الأولى لالتحاقي بالحوزة العلمية في النجف الأشرف يُوصِيني فيها بوصايا مهمة منها قوله :
فجد يا بنيّ في منهاجك المؤزرِ
لكي تقر فيك عينُ الحجةِ المنتظرِ
فانّه القائد والرائد للمعسكر
وأنتَ كالجنديِّ في ميدانِه المُظَفَرِ
أسال الله تعالى أنْ يجعلنا واياكم من جنوده المخلصين والصادقين في ولائهم لخاتم الأوصياء، وأنْ يُرينا الطلعة الرشيدة والغُرّةَ الحميدة انه سميع الدعاء قريب مجيب .
وأخيراً :
اليكم هذه المناجاة :
إذا أظلمت آفاقنا وتجهمت
فلابد ان تُجلى بنورك يا مهدي
ويا سيدي طالَ انتظارُكَ أنَّنا
نُكابدُ ألواناً من الضُّرِّ والجهدِ
وضاقت بنا الدُّنيا اشتياقاً ولهفةً
وصبراً وتحناناً وتَوْقاً إلى الوعدِ
وإنْ ضيَّعَ اللاهثونَ عهدَكَ ضِلَّةً
فحسبُكَ أنَّا ثابتون على العهدِ
لقد غبتَ عنَّا والأمورُ عصيبةٌ
وإنَّك سرُّ الله في القربِ والبُعْدِ
وأقصى الأماني أنْ نفوزَ بنظرةٍ
لطلعتِكَ الغَرَّا ونُقْبلَ في الجُندِ
وإنَّا لنُزجيكَ السلامَ مضمَّخاً
باخلاصِنَا الذاكي وبالوَجدِ والودِّ

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة