وداد إبراهيم
بعد ان شهد الفن التشكيلي أكبر عملية تخريب وتكسير وتمزيق وتقطيع للأعمال الفنية خلال أحداث سرقة دائرة الفنون العامة عام 2003، اعيدت مئات الأعمال الفنية المسروقة، وكانت بحاجة إلى عملات ترميم وصيانة من أجل الحفاظ على الأثر الفني والتاريخي والحفاظ على قيمتها الفنية والتاريخية.
ويقول مرمم الأعمال الفنية والرسام علي كاظم سلطان بهذا الشأن: “إن أهم الأعمال الفنية التي كلفت بترميمها من قبل قسم المتحفية في دائرة الفنون العامة، عبارة عن مجموعة لوحات تعود لكبار رواد التشكيل العراقي (فائق حسن وعطا صبري وجواد سليم وحافظ الدروبي وكاظم حيدر وعبد القادر الرسام وماهود احمد)، وآخرين، وترميم الأعمال لا يقوم به إلا مختص ودارس وأنا فنان تشكيلي (رسام) وخريج كليه الفنون الجميلة جامعه بغداد 91/90 وحاصل على زمالة دراسية في كليه الفنون الجميلة / وارسو بولونيا عام 2005/2004 في صيانة وترميم الأعمال الفنية”.
وأضاف: “الترميم يعني الحفاظ على التراث الثقافي باستعمال كل الوسائل التي ثبتت فعاليتها لحفظ الأعمال الفنية لتكون بعد انتهاء الصيانة والترميم أقرب ما يمكن إلى حالتها الأصلية ولأطول مدة، وضمن بيئة مستقرة كإجراء وقائي لمنع الضرر أو تقليل حدوثه، علما إن صيانة الأعمال تهدف إلى إيقاف تدهور العمل الفني، خاصة وأن للعراق تاريخاً فنياً كبيراً وزاخراً بالأعمال الفنية التي ترتقي إلى الفنون العالمية، هذه الأعمال تعرضت لأكبر عملية تخريب خلال أحداث عام 2003، وهذا يحدث في الكثير من دول العالم التي تتعرض للحروب أو الكوارث الطبيعية”.
وتابع: “مهمة مرمم الأعمال تشمل تنظيف العمل وإصلاحه وتثبيته، ليعود العمل إلى ما كان عليه قبل التخريب أو التمزيق، لذا يجب أن يكون المرمم على دراية وثقافة وخبرة أكاديمية في صيانة الأعمال الفنية، وذا حس فني مرهف ونظرة صائبة من الناحية التاريخية، ويعتمد على قواعد مهمة منها أن أي إصلاح يعتمد على الحفاظ على هوية الفنان من دون اضافة تحسينات، ويجب توثيق الترميم الذي يجري على القطعة الفنية إن كانت لوحة أو عمل نحتي قبل الترميم وبعده، وحتى تنظيف العمل الفني يجب أن يسند إلى مختص حتى لا يؤدي إلى نتائج عكسية”.
الفنان علي الدليمي مدير المتحفية قال: “عملية ترميم الأعمال الفنية علم خاص يدرس في أكبر الجامعات وينخرط به الكثيرون، والمعروف أن اللوحة تقتنى من المتحف الرسمي للدولة، وقد يحدث سوء خزن أو أي حدث طارئ للمتحف ما يعّرض اللوحة للتلف أو العبث أو تمزيق القماش، أو تصاب جراء تركها لفترة طويلة من دون تنظيف إلى أضرار بكتيرية بين أجزاء اللوحة، أو تسبب لها الرطوبة التشقق وسقوط ألوانها، لذا حين تدخل قسم الصيانة تجرى عليها الفحوصات المختبرية الدقيقة والمهمة على وفق بطاقة معلومات أعدت لهذا الغرض، والمعلومات هي اسم الفنان ولأي مدرسة يعود، وما هي تكنولوجيا التقنيات المستعملة وعمر اللوحة وقيمتها التاريخية وعائدية اللوحة، وحتى قراءة مفصلة عن حياة وسيرة الفنان، لأن هذه المعلومات كفيلة بإنجاح عملية الترميم ومحاولة إعادة العمل إلى ما كان عليه، وهناك كبار الفنانين المختصين بصيانة الأعمال الفنية في قسم صيانة الأعمال في دائرة الفنون التشكيلية كان لهم دور كبير في الحفاظ على مقتنيات المجموعة المتحفية الهائلة، وذلك بالصيانة الدائمة وحتى الآن يعمل هذا القسم بصبر في معالجة وصيانة ما تبقى من الأعمال التي تم استعادتها للمتحف بعد السرقة الكبرى خلال أحداث عام 2003.
خطة للقيام باكبر عمليات صيانة وترميم للأعمال الفنية
التعليقات مغلقة