بغداد – الصباح الجديد:
تنوعت الفعاليات التي أقيمت من قبل المؤسسات الثقافية والشباب المحبين للفن والثقافة والجمال. فكانت هناك مجاميع شبابية أختارت أن تكون كوكباً بين كواكب المتنبي، فتبدأ بالغناء الطربي باصوات جميلة وتحلق حولها فراشات شابة يانعة لتستمع إلى الفن الحقيقي الذي يرتقي بالجمهور. إلتقينا بعدد من الفنأنين الشباب لنسألهم عن مشاهداتهم في شارع المتنبي وما يجذبهم إليه، وكأن منهم المخرج الشاب نؤاس الحر، الذي عمل مخرجاً باكثر من إذاعة وإختار لأحد برامجه أن يكون إسمه شارع الثقافة كي ينقل من خلاله صور الجمال الحية في هذا الشارع.
الحر حلّ ضيفاً على صحيفتنا وأجرينا معه هذا الحوار:
هل أنت من الرواد الدائمين لشارع المتنبي؟
لا استطيع زيارته بشكل متواصل بسبب طبيعة عملي، لكني غالباً ما اكون حاضراً وأن لم أ كن فعائلتي تنوب عني، زوجتي وأولادي الذين بدأوا يهتيئون كل جمعة قبل أن نعلن قرارنا بزيارته.
ما الذي تأمل رؤيته هنا؟
قبل أن افكر بزيارتي ألاولى، وكأن هذا قبل ثلاثة أعوام أو اكثر، سمعت جملة من أخي ألاكبر اثرت بي كثيرا، وهي أن المتنبي ليس له علاقة بما يحدث خارجه، فنجد فيه عائلات مثقفة واعية. وبالمقابل هناك عائلات بسيطة لا يهمها موضوعة الثقافة والقراءة، لكنها أيضاً وجدت في شارع المتنبي ملجأ لها من العيون المتلصصة والمفردات البائسة التي توحي للسامع أنه وسط غابة من التطرف. والكل حريص هنا على نقل الصورة ألاجمل منه، لذا أجد هذا الشارع وسيلة يمكن من خلالها تشذيب النفس والروح في يوم الجمعة المبارك، فكلًّ يعبد الله على طريقته الخاصة فالعلم عبادة والثقافة عبادة والروح النقية المسامحة المحبة للآخر عبادة.
هل هناك تغير تشهده خلال زياراتك؟
نعم بالتأكيد، الشارع أصبح اكثر ترتيباً من ذي قبل. فقبل اشهر كنت عند دخولي شارع المتنبي والسير إلى جأنب شوارع الفرعية أجدها عبارة عن مكب للنفأيات أما ألان فأجد أن هناك إهتماماً واضحاً به واعماراً لافتاً للأنتباه إضافة إلى بعض ألاماكن التي استحدثت بعد تطويرها.
كمخرج اذاعي هل يمكن أن يوحي لك الشارع بفكرة برنامج؟
أنا بالفعل لدي برنامج أسمه «المتنبي شارع الثقافة» ننقل من خلاله ألاصدارات الجديدة وألاخبار الثقافية والجلسات ألادبية والشعرية التي تقام في قاعات المركز الثقافي البغدادي، أو القيصرية. فهنا كل جزء من الشارع يمثل ثقافة بحد ذاتها.
كيف دخلت إلى عالم ألاخراج؟
دخلت بالمصادفة إلى عالم ألاخراج ألاذاعي، فبرغم أن دراستي في أكاديمية الفنون بقسم السمعية والمرئية وأيضاً لدي هوأية التصوير حتى قبل بدئي الدراسة، لكن المصدافة هي التي قادتني للعمل في أحدى ألاذاعات لحاجتهم في وقتها إلى مخرج فتعلمت ألاخراج فأحببت هذا العالم المذهل بما يمكن أن نقدمه من خلاله من أبداًع.
لكن أليست دراستك لها علاقة بألاخراج ألاذاعي؟
الدراسة في ألاكاديمية للأسف لا يوجد فيها دروس عملية أو تطبيقية، رغم أن ألاخراج من الضروري جداً أن تكون دراسته عمليا فقط دون النظري وهذا في معضم اقسام الدراسة في ألاكاديمية، لكن العكس هو ما يحدث هناك، كنا ندرس طريق ألاخراج والمونتاج بجهاز «المكسر» عن طريق الحديث والحوار عن الجهاز، لكننا لم نره يوماً إلى أن بدأعملي في ألاذاعة ورأيت الجهاز الذي كنا نتحدث عنه سابقا.
ألا توجد مثل تلك ألاجهزة في ألاكاديمية؟
أبداً. لا يوجد أي جهاز واذكر أنهم في يوم من ألأيام عرضوا لنا كاميرا تلفزيونية لكنها كأنت قديمة جداً، ولا أحد يستعملها لأنها عاطلة واعتقد كأنت موديل 1941 وتوسلت بأحد ألاساتذة وهو ألاستاذ عصام السامرائي، أن يحث المعنيين على جلب تلك ألاجهزة للدراسة التطبيقية عليها، وتوسمت خيرا به كونه قضى حوالي عشرين سنة في لندن لكنه لم يحرك ساكن وإلى أن تخرجت لم ادخل اذاعة أو تلفزيون.
هل أفادتك دراستك النظرية بشكل ما في عملك أو اشتغالك على المكسر؟
لم تفدني أبداً، فأي شخص ألان من رواد المتنبي يمكن أن يقرأ كتاب لغة السينما ويستطيع أن يحصل على المعلومات نفسها التي تكونت عندي اثناء دراستي.
أمنية لديك ورسالة تود توجيهها
أمنيتي ورسالتي مرتبطة مع بعضها، فألامنية هي أن تكون الحكومة القادمة جديدة بعناوين الكتل والشخوص، أي حكومة جديدة بالمطلق، أما الرسالة فهي للشعب العراقي أن ينتخب بشكل حر لا يرجع لموروثه الديني أو العشائري أو القومي كي ينتخب بالشكل الصحيح.