ثقافة الكرة العراقية لا تزال تتمسك بموروثات حقبة الثمانينات

المدرب الكروي ثائر كاظم:

بغداد ـ سمير خليل:

بين الشك والايمان بامكانية المدرب المحلي واختلاف الرؤى والقناعات والاهمال والتعاطف، يبقى مدربنا المحلي بحاجة الى الثقة والدعم وتوافر الارضية الخصبة لعمله كي يفرض نفسه على اديم الملاعب الخضراء، مدربون عراقيون آمنو بامكاناتهم واخترقو حواجز الشك ووضعو بصماتهم حتى على الملاعب العربية والعالمية والامثلة عديدة، المدرب الشاب ثائر كاظم الذي يعمل حالياً مدربا مع فريق سيدات نادي الزوراء.
خاض تجربة تدريبية كانت رائعة وناجحة مع فريق نادي انطاليا سبور التركي للسيدات في منافسات الدرجة الاولى التركية وارتقى الفريق ليلعب في دوري الدرجة الممتازة التركية هذا الموسم،يلخص كاظم اهم الفوارق التدريبية بين ملاعبنا ونظيراتها العالمية قائلا: تتلخص الفوارق التدريبية بتوفر البنى التحتية والدعم المالي من قبل الرعاة وهذا كفيل بتطوير اي لعبة ومن اهم الفوارق الفنية ومن خلال تجربة اطلاع عن كثب على كرة القدم النسوية في النرويج والعمل الميداني في تركيا ان اللاعبة الاوربية تملك ذهنية عالية بسبب التأسيس الصحيح لها والمرور بمراحل تدريبية صحيحة لذلك نجد ان الفارق واضح داخل الملعب وخارجه».
*اذن، كيف نرتقي بامكاناتنا التدريبية ؟مالذي يحتاجه مدرب الكرة العراقي؟
«على المدرب العراقي ان يطور نفسه من خلال تعلم اللغة الانكليزية لكون المصادر التدريبية التي تكفل تنمية قدراته التدريبية تكمن بالكتب الاوربية الصادرة عن افكار مدربين عالميين كبار وجميعها باللغة الانكليزية، ومن خلال ممارسات ومعايشات عملية ميدانية مع الفرق الاوربية والاطلاع على كل الجوانب الفنية والتنظيمية هناك».

  • مع أي الفئات العمرية مارست التدريب خارج العراق؟ماهي اهم النتائج والانجازات في عملك هناك؟
    «دخلت معايشة تدريبية في النرويج وشاركت في بطولة كأس النرويج الودية واطلعت على فرق السيدات بكافة الفئات وعملت مع نادي انطاليا سبور التركي للمتقدمات للموسم المنصرم 2019-2020 واستطعنا التأهل الى دوري الدرجة الممتاز، واليوم كل طموحي نقل كل ما تعلمته الى لاعباتنا العزيزات وتولي مهمة تدريب المنتخب العراقي للسيدات كون ان لاعباتنا لم يدخلوا مراحل تدريبية صحيحة خاصة على صعيد المنتخب مما افرز نتائج مخيبة و سيكون لزاماً علينا كمدربين وعاملين في هذا المجال تغيير المسار والحفاظ على استمرارية اللاعبات الحاليات لأنهن ثروتنا البشرية».
  • ماهي انطباعاتك عن الدورات التدريبية ؟ هل تحمل الايجابية في عمل المدرب؟ الى أي مدى؟أي المدارس التدريبية تصلح لملاعبنا؟
    «بعد اطلاعي على العديد من الكتب التدريبية الاوربية وخاصة كتب اصدرها مدربين كبار امثال السير أليكس فيرغسون وانشيلوتي وغوارديولا و مورينيو ومقارنتها مع المناهج والكتب الاسيوية اجدها متأخرة كثيراً خاصة بما يهتم بالجانب التكتيكي والتطور المستمر الحاصل فيه عالميا،ً المنهاج الاسيوي اليوم يفتقر التحديث المستمر لذلك تعتبرالدورات التدريبية الاسيوية رخصة فقط اكثر منها عملية تطويرية للمدرب «، ويضيف» ثقافة الكرة العراقية لا تزال تتمسك بموروثات حقبة الثمانينات حيث ان كل المدربين يتبعون نفس الاسلوب ويخشون العمل بأسلوب الكرة العالمية الحديث خوفاً من الخسارة والاقالة حيث يتخذ معظم المدربين من مهنة التدريب مصدر رزق لا منطلق تطوير للاعب العراقي وللكرة العراقية واجد ان اي ثقافة ممكن ان تترسخ بسهولة داخل اذهان المدربين ويجسدها في الوحدات التدريبية ليكتسب اللاعب الافكار التطويرية الحديثة اذا ماتم اتباعها مهما كانت ثقافة المدرسة ( اسبانية او المانية او برازيلية ) لكن يجب فرضها من قبل المشرعين لكرة القدم العراقية والعمل بها كبرامج تطويرية».
  • حدثنا عن تجربتك التدريبية واهم الفرق والمنتخبات التي اشرفت على تدريبها محليا؟اهم النتائج التي حصلت عليها؟
    «بدأت تجربتي التدريبية مع النادي الارمني الرياضي عام 2009 حيث تمكنا من التأهل من الدرجة الثانية الى الاولى وكانت بداية موفقة حيث وفر النادي جميع سبل النجاح ، بعدها بدأت مشواري مع الكرة النسوية في نادي المصافي الرياضي للسيدات عام 2013 ، ثم عملت مدربا لمدرسة جمعية الصداقة النرويجية العراقية للسيدات ، عملت كمدرب مع نادي بلادي للسيدات عام 2016 واحرزنا عديد البطولات على مستوى الفئات العمرية والمتقدمات وقدمنا مستويات كبيرة حيث اصبح لنادي بلادي اسماً مهيباً في الكرة النسوية واحرزنا المركز الثالث في الدوري العراقي للصالات 2019، اليوم اعمل مدربا مع فريق السيدات لنادي الزوراء وأول الغيث كان احراز بطولة بابل الرباعية قبل اسبوعين» .
    بقي ان تعرق عزيزي القاريء ان مدربنا ثائر كاظم حاصل على الشهادة الآسيوية فئة C وحاصل على شهادة الاتحاد الامريكي لكرة القدم فئة C، كذلك يحمل شهادة التحليل التكتيكي والتسويق الرياضي من مركز برشلونة للابحاث والتطوير في مدينة برشلونة باسبانيا ، يحمل ايضا شهادة المستوى ( 3 ) من المركز الوطني لتطوير المدربين الاسباني وعديد الشهادات والدورات التي اقامتها بعض المنظمات الرياضية العربية والعالمية والشركات الرياضية محلياً وعربياً وعالمياً.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة