تفجير انبوب كردي يكشف عن فساد جديد بملف النفط في الاقليم

دفعت أجور نقل مقدارها مليار و138 مليون دولار لشركة تركية واخرى روسية

السليمانية – الصباح الجديد – عباس اركوازي  

اكد خبراء ومختصون في مجالات الطاقة، ان اقليم كردستان دفع العام المنصرم 2019 مليار و138 مليون دولار لشركة تركية واخرى روسية عن اجور نقل النفط الكردي، من حقول الاقليم الى ميناء جيهان التركي.

وكان انبوب نقل نفط الاقليم الى ميناء جيهان التركي قد تعرض الاربعاء الى تفجير داخل الاراضي التركية، ما ادى الى توقف تصدير النفط عبر الانبوب، ما سيسهم في انخفاض ايرادات حكومة الاقليم النفطية، التي تواجه اساساً ازمة اقتصادية حادة، وهو ما دفع مسؤولين الى توجيه ايادي الاتهام الى حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا.

واشار الخبير النفطي وريا حسين في تصريح للصباح الجديد، ان الانبوب الذي تم تفجيره مشترك بين شركة روس نفط الروسية وبوتاش التركية وكار المملوكة للحزب الديمقراطي، “اذا ان شركة كار تمتلك 42%، بينما تمتلك شركة روسنفط 58% وذلك في الجزء الذي يقع منه داخل اراضي الاقليم، بينما تمتلك شركة بوتاش القريبة من الرئيس التركي الجزء الذي يقع منه داخل الاراضي التركية”.  

وتابع حسين، ان حكومة الاقليم لا تمتلك اية حصة في هذا الانبوب، اي ان القطاع الخاص يمتلك الانبوب بالكامل، لافتا الا ان توقف تصدير النفط جراء تفجير الانبوب نتيجة للخلافات والحرب بين الحزب الديمقراطي وحزب العمال الكردستاني، يلحق ضرارا كبيرا بميزانية الاقليم جراء توقف صادراته النفطية، وهو ما من شانه ان يؤدي الى تأخير توزيع رواتب الموظفين المتأخرة أصلا والذي تعجز حكومة الاقليم اساسا عن تأمينها شهرياً.  

بدوره وبينما حذر عضو لجنة الطاقة في برلمان الاقليم علي حمه صالح من مغبة حصول حرب داخلية جراء تفاقم الخلافات بين حزب العمال الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني، فانه كشف عن ان السياسة الاقتصادية الفاشلة لحكومة الاقليم وتفشي الفساد والتربح في هذا الملف يلحق خسائر كبيرة شهريا بالحكومة ومستحقات الموظفين.

واضاف حمه صالح في تصريح للصباح الجديد، ان حكومة الاقليم دفعت العام المنصرم 494 مليون دولار لشركة بوتاش التركية كاجور نقل النفط الى ميناء جيهان داخل الاراضي التركية، بينما منحت 644 مليون دولار اخرى لشركتي روسنفط وكار كروب الكردية كاجور لنقل النفط من اراضي الاقليم الى الاراضي التركية ومنها الى ميناء جيهان التركية.

ولفت الى ان حكومة الاقليم دفعت العام الماضي ما قيمته مليار و138 مليون دولار لتلك الشركات كاجور نقل النفط الكردي الى الموانئ التركية.

واضاف ان المبالغ الطائلة التي دفعتها حكومة الاقليم كاجور نقل النفط مقارنة بالمبلغ المستحصلة يصل الى 25% وهو مبلغ كبيرا جداً، لافتا الى انه 47% من ايرادات نفط الاقليم اهدرت او ذهب بعمليات فساد تحت عنوان نفقات الشركات.

وكانت حكومة الإقليم قد اصدرت بياناً استنكرت فيه استهداف أنبوب تصدير النفط ما تسبب بإيقاف عملية التصدير، واصفةً إياه بـ”العمل الإرهابي”.

وشددت على أنها لن تسمح بأي شكل من الأشكال بتهديد مصالحها والمساس بقوت شعب كردستان، مشيرةً إلى استمرار التحقيقات للكشف عن منفذي الهجوم.

بدوره أعلن المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي وهي الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني بأن عناصر حزب العمال فجروا أنبوباً نفطياً في شمال كردستان داخل الاراضي التركية.

ونشرت وسائل إعلام تابعة لحزب العمال بياناً لقوات الدفاع الشعبي جاء فيه أن عناصر الحزب قاموا في الساعة الواحدة من ظهر يوم الأربعاء بتفجير الأنبوب النفطي لشركة “بوتاش” في منطقة باغوك التابعة لمدينة ميردين شمالي تركيا، مشيراً إلى أن العملية تسببت بإعطاب الأنبوب النفطي كلياً وخروجه عن العمل.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة