دوري الكرة الممتاز وإسهامه في تفريغ الطاقة السلبية

تفعيل دور الألعاب الأخرى ضرورة ملحة

أحمد عبدالكريم حميد:

كل بلدان العالم تفتخر بما تمتلكه من ارث حضاري وتاريخي وثقافي ورياضي، وان هذه البلدان تعمل على تطوير وادامة كل ما موجود في البلد على أفضل وجه كون العالم اليوم بنقرة زر ممكن ان يطالع ويبحث ويتابع أيّ مجال من مجالات الحياة.
الرياضة هي الشغل الشاغل لأغلب بلدان العالم وتسهم الدولة ومؤسساتها في تطوير ودعم الدوريات بمختلف الألعاب لأسباب عديدة منها، ترفيه الشباب وابعادهم عن الأمور اللااخلاقية وتفريغ الطاقة السلبية وتوجيه متابعة الشعب بكل فئاته إلى الرياضة والمباريات لا سيما الدول التي لم تدخل إلى المنظومة الاحترافية الحقيقية التي تعتمد على ذاتها، والعراق اليوم بحاجة لتفريغ الطاقة السلبية الموجودة لدى اغلبية الشباب وعامة الشعب لا سيما ان نسبة الجريمة ترتفع وآفة المخدرات والأفعال المشينة اخذتْ تستقطب البعض وان السجون في المحافظات قد اكتظتْ طالما ان الانفتاح الإلكتروني غير مسيطر عليه والأفكار الهدامة دخلت إلى بيوتنا، تحاول النيل منا ومن معتقداتنا وعاداتنا وثقافتنا، لذا علينا جميعاً ان نُغيّر الواقع الحالي ونبحث عن سبل لتخفيف الطاقة السلبية وتحويلها إلى طاقة ايجابية ترتقي بالشعب والدولة.
واليوم لا بد من زيادة أمور الترفيه والتوعية والاهتمام بالتعليم وتحييد الصحافة والإعلام وان يكون المستهدف المواطن العراقي وان تكون الأفعال الحالية بما يتناسب مع حجم المشكلة والحدّ من تنامي الجريمة وتعاطي المخدرات والانتحار. الدوري العراقي لكرة القدم يُعد واجهة البلد في الأعوام الأخيرة ويستقطب الشباب والجُمهور ويشغلهم بحضور المباريات ومتابعة الأخبار وترفيههم.
انتظرنا على احر من الجمر انطلاق الدوري الوطني ونتحمس لمتابعة فرقنا بعيداً عن الاخفاقات والأخطاء الإدارية والتنظيمة، فالدوري العراقي يبقى علامة مهمة في تاريخ البلد على الرغم من عسر تحوله لدوري متقدّم في الوطن العربي وآسيا إلا اننا نسانده وندعمه ونحزن عندما يتأخر بالانطلاق وبالختام ويُسوّد تاريخه بالالغاء.
اتوجه إلى ادارات الأندية واللاعبين والمدربين والجماهير والصحافة والإعلام وقوات أمن الملاعب ان يسهموا في نجاح الدوري وكل الفعاليات الرياضية التي نحتاج إليها في هذا الوقت وكما نتطلع لعودة دوريات كرة السلة، كرة الطائرة، كرة اليد، ألعاب القوى، منافسات الشطرنج وغيرها التي مازالت بعيدة عن الجدولة إلى الآن.
تساؤلاتي: ما أسباب غياب التنظيم الحقيقي لمسابقة الدوري والمسابقات الأُخرى؟.. هل تسببت الأندية في الغاء الدوري وتأجيل المباريات في المواسم السابقة؟.. ولماذا لا يتم اعتماد نظام يضمن انطلاق الدوري بجدولة ثابتة متفق عليها من جميع الأطراف؟.. وكيف ستتعامل لجنة المسابقات مع الأحداث التي قد ترافق بعض المباريات؟.. وهل سنرى في العهد الجديد تأجيل أو الغاء للدوري ام ان التطبيعية ستغير النظام إلى عهد جديد لا سيما انها لا تتعرض لأي تدخلات أو ضغوطات ولا ترتبط بمصلحة مع أحد؟.
أخيراً، اصبح من الضروري في هذا الوقت إعادة تنظيم الدوريات والمسابقات وإبعادها عن العلاقات والتدخلات والمحسوبيات والمناطقية وفي الخصوص الدوري الممتاز لكرة القدم الذي ارتدى شكل الاحتراف بصورة غير واضحة للمُتابع مجرد أفعال غير متناسقة وغير مدروسة والعمل بالممكن والآني.. ان تصفير الخلافات والأزمات في الرياضة العراقية لا بد منه في هذا الوقت وان تكون المؤسسات الرياضية منظمة وتمتلك رؤية وتهدف لتحقيق الانجاز، فامكانات بعض الدول أضعف لكن عدد المسابقات لكل الألعاب أكثر من المسابقات الموجودة في رياضتنا والتي قد لا يتعدى البعض منها يوماً واحداً!.. واتوقع، ان المستقبل سيرسم تغييراً كبيراً في الرياضة العراقية بمحتلف النواحي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة