الصباح الجديد ــــ متابعة:
صدر العدد الأول من مجلة “الأديب الثقافية ” صيف 2020 ، وهي دورية ثقافية تصدر كل ثلاثة أشهر، يرأس تحريرها الناقد والكاتب العراقي عباس عبد جاسم إلى جنب جريدة “الأديب الثقافية” الشهرية، وقد تضمن عددا خاصا بـ “مدارات النقد العربي المعاصر” شارك فيه نخبة من النقاد العراقيين والعرب ضمن أربعة محاور نقدية .
تضمن محور “نقد النقد” أربعة بحوث: النقد الثقافي والشعرية الثقافية – للدكتورة بشرى موسى صالح. كتاب “سحر الموضوع” وأسئلة المنهج في نقد النقد الادبي، الآن للدكتور عبدالعظيم رهيف السلطاني. الكلام الثالث نقد النقد: من إشكالات المصطلح إلى تداخلات المفهوم للدكتور حاتم الصكر. الميتا نقد – جينالوجيا المصطلح من الوجود إلى الوعي لباقر جاسم محمد .
وتضمن محور “النظرية النقدية العابرة للتخصصات” خمسة بحوث: من عقدة أوديب إلى عقدة قابيل، دراسة في التراث القصصي والمسرحي والروائي من منظور التحليل النفسي للدكتور حسن مودن من المغرب. شعرية الكتابة “أفق الدوال وتصاديات اجناسية” للدكتور صلاح أبو سريف من المغرب. النظرية النقدية العابرة للتخصصات: الإشكاليات والآفاق للدكتور فيصل غازي النعيمي. البؤر الدافعة لتشكل التكامل النظري للنقد العابر للتخصصات للدكتور سلمان كاصد. الدراسات العابرة للتخصصات والبينمناهجية في تجربة راكان ابراهيم لأمجد نجم الزيدي.
وتضمن محور “نقد ما بعد الكولونيالية” ثلاثة بحوث: الخطاب النقدي العربي ما بعد الكولونيالي – نحو رؤية ثقافية لنقد الرواية – للدكتور خالد علي ياس. الأسئلة النقدية للنظرية ما بعد الكولونيالية للدكتور محمد سالم سعد الله. الاستشراق والنقد الادبي الحديث للدكتور أحمد ناهم.
وتضمن محور “تنازع الاتجاهات والهويات في النقد الأدبي المعاصر” أربعة بحوث: النقد وتأويل الرواية الحداثية وما بعد الحداثية لفاضل ثامر. النقد العراقي – إشكاليات الإجراء وتنازع الاتجاهات للدكتورة وسن عبدالمنعم ياسين. عودة على “الكتابة والاستجابة” لصالح الدريدي من تونس. النظرية النقدية العابرة للتخصصات “تأسيس وإنجاز” لــ عباس عبد جاسم.
وفي محور “نقد البحوث” قدّم الدكتور فائز الشرع قراءة نقدية للبحوث بعنوان “النقد ممارسة اختراقية – قراءة نقدية في نقدية الاديب الثقافية”.
وافتتح رئيس التحرير العدد الخاص بكلمة معنونة بـ “مدارات النقد العربي المعاصر – سؤالات جديدة”، وجاء فيها: لقد واجه النقد العربي في القرن الواحد والعشرين تحديا كبيرًا، هز أركانه، وبالنتيجة تحققه تبدلات كبيرة على مستوى الماهية والمفهوم والوظيفة وآليات النقد. وبفعل تمدد التغير في مفاصل النقد تراجع النقد القائم على حكم القيمة الوصفية والمعيارية الذي كان ملتصقا ً بالنقد (المعمم) في العلوم الإنسانية.
وجاء في كلمة رئيس التحرير: وبإزاء البنى المعرفية المتحولة وصراع الخطابات النقدية والبحث عن نظرية نقدية بأفق عربي جديد، اثرت “الأديب الثقافية” أن تتطارح مع نخبة من النقاد الأكاديميين والغير الأكاديميين لتجتمع الجهود في تسليط الضوء على إشكالية واقع النقد العربي المعاصر وفق سؤالات جديدة تسهم في استفزاز ثقافة الناقد العربي، وتحرره على تحديد موقعه من سياق تحولات النقد العربي المعاصر على مستوى الوعي بالذات والواقع والعالم.
ومن أهم هذه السؤالات:
ما درجة استجابة النقد العربي للتفاعل مع المفاهيم السانية والمنطقية والفلسفية وما طبيعة التوهج النقدي على التؤليف أو التركيب المنهجي المستفيد من المناهج المتعدد، وهل تمكن النقد العربي المعاصر من تجاوز التعريف بالمنهج باستخدام آليات المعرفة المتحوِّلة أو العابرة للمناهج الأحادية أو العابرة لما اصطلحنا عليه بالعابرة للتخصصات؟
ويرى أيضا: أن المنهج، بل المناهج كلها في أزمة، ولكن يكمن الحل في تحرير العلوم الإنسانية من سلطة النموذج النقدي، وإذا كان المنهج طريقة ورؤية أحادية في المقاربة والإجراء، فهل انتهت صلاحية المنهج بظهور التعددية المنهجية في النقد.
ومن أزمة الواقع العربي واضطراب العالم بسبب وباء كورونا والخوف من المستقبل والإخفاق في بناء المجتمع المعرفي وتفكك رأس المال وتغير مفهوم العمل وتفكك فكرة الأدب، وما تواجهه من تحديات، اتجهت “الأديب الثقافية” وجهة جديدة مع التغيرات التي تجلب التحولات نحو أفق نقدي معرفي جديد لتدارس أهم القضايا المركزية في مدارات النقد العربي المعاصر.
*عن ميدل أيست أون لاين