حسين الصدر
-1-
لن نذوق طعم السعادة والراحة الحقيقية اذا لم نكن نعيش أجواء السكينة النفسية التي تضفي علينا عنصر الاطمئنان وتُبعد عنا شبح الخوف والاضطراب ، لا من الراهن المأزومفحسب بل من القادم المجهول أيضا..
-2-
” ألا بذكر الله تطمئن القلوب “
وحين يعمّق الانسان صلته بربّه ، ويتوجه اليه في ابتهالاته ودعواته وحاجاته مُدركاً أنه ( القادر ) على كل شيء و (الرحيم) الذي تسع رحمته السموات والأرض فكيف لا تسع عبده الضارع اليه ؟
(والكريم) الذي لا يبخل على عباده بكل ألوان النعم ، والذي يتواصل مَنّهُ وعطاؤه دون انقطاع ، وهكذا تغمر الانسانَألطافُ الرب الكريم وآلاؤه ، وتمسح عنه القلق على حاضره ومستقبله .
-3-
والمشكلة أنَّ هناك من تُبطِرُهُ النعمة ، وتُنسيه ذِكْرَ الله العظيم فيسرح ويمرح في ميادين العصيان دونما حياء أو خجل .. حتى اذا ما داهَمَتْهُ التحديات، وأثقلت كاهله الأعباء الكبرى ، عاد الى رَبّهِ مستغيثا به متوسلاً اليه ان يكشف عنه الغمّة والبلاء ويدفع عنه السوء والضراء
قال الشاعر :
كيف ندعو الالهَ في كلَّ كُرْبٍ
ثم ننساهُ عندَ كَشْفِ الكروبِ
كيفْ نرجوا استجابةً لدعاءٍ
قد سددنا طريقَها بالذنوبِ
-3-
ومن منّا مَنْ لم تُساوِرْهُ أمواجُ القلق مِنْ ( فايروس كورونا ) الذي هجم هجمته العنيفة على العالم بأسره ، وضاقت به دول ذات قدرات هائلة فكيف لا يضيق به من لا يملكون من تلك القدرات شيئاً ؟
-4-
وهنا نقول :
ان آثاره الوخيمة صحيّاً واقتصادياً لا ينبغي أنْ ننسيناآثاره الايجابية في نَقْضِ غبار الغفلة المتراكم على القلوب،حيث راح يجلو عنها الصدأ، ويدفع بها الى التطلع الى السماء، ويُرهف أحاسيسها الروحية، ويُرجعها الى مواقع الرشد الديني والأخلاقي والاجتماعي، في منحى سليم،وتوجه حقيقي للسير على الطريق المستقيم .
-5-
وها هي ساعات شهر الله الفضيل تشهد ألوانا من الابتهالات والتضرعات الى الله العلي القدير نتسأله الرحمة والرأفة بالبلاد والعباد وانه سبحانه دعانا الى التوجه والانقطاع اليه ووعدنا باستجابه الدعاء .
اللهم صن العراق وأحفظ أهله من كل سوء ، واكتب لنا خيرَما تكتبُ لعبادك في هذا الشهر الفضيل من السلامة والخير وغفران الذنوب والعمل بما يرضيك عنا .
انك رؤوف رحيم