الأَسْفارِ

سوران محمد

………………………………….

أيها الشاعر المسافر

اقرأ قصائدك مع هجيج

آخر ليل خريف طويل

لن يصغي أحد بعد  لسماع  تأوهات الشعر..

مع نزول آخر ندف ثلوج الشتاء

اصنع للزمن رجل-الثلج

ومع ذوبانه قل:

وداعا أيها العصر القساوة…

*

عندما تغادر البيت أقفل الابواب بهدوء

کي لا تستقيظ العنادل من سباتها

ولو انها مستيقظة قبل الفجر

و مع أخف الخطی

تسمع ايقاع ارتحال مفاجيء في سحر مرهف

يمتزج بمنحدرات المسارات البعيدة

*

قد مررت ساکنا بجوار النبع الذي قبل أن يجف

 کان يتوضأ للفجر استعدادا لتصافح نهار جديد

دون أن تسألها كم يستغرق فراق الجروح الذي

لن يلتئم ؟

ربما لم تكن تعرف أن الزمن لا ينتظر الرجوع

و الاخرون ينحنون علی أنفسهم ويغمضون أعينهم بلا وداع

*

ها هي فراشة روح مهتزة تهبط علی شفتيك و لن تطير..

هلا علمت عندما  ذرفت دموع الفراق الحارة علی الامواج الباردة الصامتة:

سينغمس الضوء في محيط الاسی بعد عام و لن تراه ثانية

ها هو عويل الروح! فليس هناك حاجز أمام النظرة العمودية والافقية للروح؟

*

أيها الشاعر المسافر

الی أي قارة ستغادر؟

مکونات کل الاراض صخرة صماء

كل الازمنة وقفت علی ساعة واحدة

ليست الفراشة توزع البسمات بعد الآن

ولا تعتبر الحمامة رسلة للسلام بعد

ولا الوردة رمز العشاقين

بل أمتلئت الحياة بــ :

نسيج شباك العناکب

و نعقات الغربان المحلقة في السماء

و  لمعان الورود البلاستيکية،

عد الی داخلك

هنالك ستجد أَجَلُّ بقعة طاهرة

لم تلمسها شرر الجراثيم المتطفلة

و ستستكشف الطُمَأْنينة فيها بهدوء…

…………………………………………..

المصدر/

poemhunter.com/poem/travels-11

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة