تمتد من قرجوغ وكركوك وصولا الى حمرين وقرتبة في ديالى
السليمانية – الصباح الجديد – عباس اركوازي
تمكن تنظيم داعش الارهابي من اقامة امارة جديدة بين حدود ست محافظات تمتد من اطراف الموصل شمالا وصلا الى قضاء خانقين شرقاً، مستغلا الفراغ الامني الذي احدثه انعدام التنسيق بين قوات البيشمركة والجيش العراقي.
واضاف مصدر امني مطلع للصباح الجديد، ان داعش تمكن من اعادة بناء امارته في سلسلة جبال قرجوغ في قضاء مخمور بمحافظة الموصل امتدادا الى حدود محافظة كركوك وقرتبة وحمرين بمحافظة صلاح الدين وجلولاء وخانقين بمحافظة ديالى، وبدء بالقيام بنشاطات ارهابية بعد ان انشأ محكمة وسمى امير لتلك الامارة.
ببدوره حذر وزير البيشمركة في حكومة الاقليم شورش اسماعيل الذي زار منطقة كرميان واقضية بمحافظة ديالى والتقى فيها بقيادات وضباط من قوات البيشمركة الاسبوع المنصرم، من التحركات والنشاطات المتنامية للتنظيم في تلك المناطق.
واضاف اسماعيل، ان العمليات التي يقوم بها التنظيم في ديالى وصلاح الدين وكركوك واطراف محافظة الموصل تؤشر وجود مخطط لدى التنظيم لاعادة بناء صفوفه وتنفيذ عمليات نوعية لارهاب المواطنين وارغامهم على تلك القرى والمناطق السكنية التي عادوا اليها مؤخرا، للسيطرة عليها واعلنها امارة جديدة لتنظيم.
واضاف اسماعيل، “لقد قدمت توجيهات لقوات البيشمركة لتراعي بدورها التعليمات والتوجيهات العسكرية لمواجهة التحركات المستمرة لداعش، لافتا الى التنظيم استغل الفراغ الذي احدثه عدم وجود تنسيق وتعاون جيد بين البيشمركة وقوات الجيش العراقي وخصوصا في المناطق المتنازع عليها التي انسحبت منها قوات البيشمركة”.
وعبر اسماعيل عن اسفه لعدم وجود تعاون ملموس بين قوات البييشمركة والجيش العراقي محذرا من ان عدم تدارك ذلك سيمثل خطرا كبيرا على المواطنين ومؤسسات الدولة في تلك المناطق.
وتشيير معلومات حصلت عليها الصباح الجديد انسجاما مع تحذيرات وزير البيشمركة الى ان تنظيم داعش تمكن من اعادة تنظيم نحو 12 الف عنصرا ارهابيا يتمركز اغلبهم في سلسلة جبال قرجوغ بالقرب من قضاء مخور وصولا كركوك وجبال حمرين وخانقين، التي تؤكد المعلومات انه اقام فيها امارته وسمى اميرا لها وانشا محكمة شرعية ايضا.
وكانت حكومة اقليم كردستان قد عارضت انسحاب القوات الاميركية من العراق وقالت ان قرار مجلس النواب بتنظيم انسحاب القوات الاميركية وقوات التحالف سيؤدي الى ظهور وبروز داعش مجددا.
واعلنت القوات الاميركية الاسبوع الماضي انسحابها من قاعدة معسكر k1 شمال غرب مدينة كركوك، وهي احدى ثلاث معسكرات كانت تتمركز القوات الاميركية فيها بالمناطق المتنازع عليها.
وقال الناطق باسم قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، مايلز كاكينز لشبكة رووداو ان التحالف الدولي جاء إلى هنا في عام 2014 من أجل هدف وحيد، حيث اتحدت عدة دول لتحقيق هذا الهدف، وهو هزيمة داعش، سنبقى هنا كشريك للقضاء على الفارين من مسلحي داعش، وليس هناك سبب آخر لبقائنا هنا”.
في قرى الكاكائية في داقوق الوضع مختلف جداً عما يتحدث عنه قوات الحلفاء والقوات العراقية، حيث تقر الأجهزة الاستخبارية بأن نهر (روخانة) يشهد تحركات لمسلحي داعش، وصولاً إلى حمرين.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى تحركات لنحو ألفي مسلح داعشي في المنطقة الممتدة من (قرة جوخ) وصولاً إلى (كرميان).
وقال الناشط المدني رجب كاكائي، من قرية علي سراي التي كانت على الخط المحاذي لخط تواجد مسلحي داعش طوال فترة الحرب ضد التنظيم، وبمساندة التحالف، لم تسمح قوات البيشمركة لداعش بالسيطرة على قرى الكاكائية وداقوق، لكن السكان يخشون الآن من أن يؤدي انسحاب قوات التحالف إلى تكرار سيناريو العام 2014، عندما ترك الجيش العراقي المنطقة فريسة لداعش.
وقال كاكائي في الحقيقة، هذه المنطقة مفتوحة على حمرين،ومنطقة حمرين من أقصاها إلى أقصاها لم يتم تطهيرها، والقوات الأمنية العراقية تتولى فقط حماية الطرق الرئيسة في الواقع. وقد أقلقنا انسحاب القوات الأمريكية حقاً. فنحن نتساءل: ما الذي يضمن عدم بروز داعش مجدداً في حال انسحابهم، وهل يستطيع هؤلاء مواجهة داعش في حال ظهر من جديد؟”.
لم يتم إطلاع البيشمركة رسمياً على انسحاب التحالف، ويرون أنه في حال لم تعد قوات البيشمركة من خلال اتفاق بين أربيل وبغداد إلى المناطق المتنازع عليها، سيكون لانسحاب التحالف أثر سلبي وخطير على كركوك.
وتأتي هذه الحوادث الأمنية داخل مدينة كركوك في حين تشهد الأقضية والنواحي الواقعة في اطراف المدينة تصاعداً في تحركات الجماعات المسلحة كما تشير اليه القوات الأمنية، حيث شهد الاسبوعان الماضيان نشاطا متزايدا لمسلحي داعش استهدفوا فيها القوات الأمنية العراقية عن طريق الهجمات المسلحة و تفجير العبوات الناسفة. وفي العاشر من شهر نيسان الجاري، قُتِلَ و أُصيب 12 شخصاً في المناطق المتنازع عليها من ضمنها كركوك، صلاح الدين و ديالى.