حذرها نواب من مغبة المساس بالموظفين
السليمانية – الصباح الجديد – عباس اركوازي
يتابع ارسلان صابر وهو موظف في دائرة الماء بمحافظة السليمانية ويترقب يومياً واقرانه من الموظفين، ان علن احد مواقع التواصل الاجتماعي، موعدا لتوزيع رواتب شهر كانون الثاني من العام الحالي 2020 ،التي لم يتم توزيعها على الموظفين في اقليم كردستان لحد الان.
ويقول ارسلان الذي التقته الصباح الجديد امام احدى محال بيع المواد الغذائية في محلة المعلمين بعد تعطيل الدوام في دائرته نتيجة لفرض حظر التجوال، بعد ان استنشق نفسا عميقاً من سيجارته، هل يعقل ان لا يعرف الموظف في اقليم كردستان متى يستلم راتبه الشهري نحن ننتظر ان تتكرم علينا حكومة الاقليم براتب شهر كانون الثاني، بينما اقراننا المظفين في بقية مناطق العراق يستلمون رواتبهم كل شهر من دون اية مشاكل.
ويتابع،”نحن لحد الان وفي ظل الحكومة الحالية، لا نعرف متى نستلم مرتباتنا التي يفترض ان تكون شهرية، مع ان الحكومة الاتحادية ترسل جزء كبير منها، الا ان حكومة الاقليم التي وصفها بالفاشلة توزع الرواتب على الموظفين على شكل اقساط وتمنح الراتب لكل وزارة او هيئة تباعا، حيث تبدا باحدى الوزارات وتمنح كل يوم راتب وزارة معينة لياخذ توزيع الراتب الذي يفترض ان يتم في يومين او ثلاثة، شهراً على اقل تقدير.
من جانبه يتساءل محمد عمر وهو موظف في دائرة الصحة عن مصير الواردات الكبيرة التي تدخل خزائن حكومة الاقليم، ولماذا لا تستخدم لتوزيع رواتب الموظفين، ويقول “لماذا والى متى نحن المواطنين في الاقليم علينا ان ندفع ضريبة السياسات الخاطئة للقيادة السياسية في كردستان”.
ويضيف عندما فشلت القيادة السياسية في تحقيق الاستقلال الاقتصادي وتدهورت العلاقة مع بغداد وقطعت الحكومة الاتحادية ميزانية حكومة الاقليم نحن دفعنا الضريبة، وما زالنا لا نعرف مصير اموال النفط وايراداتها الكبيرة وكيف تتصرف حكومة الاقليم بهذه الثروة التي هي ملك للاجيال القادمة وليست ملكا لحزب او عائلة تتحكم بها كما يحلو لها.
ويقول عمر “نحن الان في المستشفيات ودوائر وزارة الصحة نواجه خطر الموت يومياً نتيجة لتفشي فايروس كورونا، وبينما كان يفترض بحكومة الاقليم ان تراعي ظروفنا الوظيفية وان ترفع من المخصصات والعلاوات الوظيفية ،وان توزع قطع اراضي كما فعلت بعض المحافظات خارج حدود الاقليم، فهي بدلا من ذلك تعجز عن منحنا رواتبنا الشهرية”.
من جهته قال عضو برلمان كردستان عن الجماعة الاسلامية سوران عمر، ان حكومة الاقليم تسعى للتحايل على الموظفين في الاقليم وهي ستقوم بتوزيع رواتب الموظفين كل شهرين بدلا من شهر، بحجة انخفاض اسعار النفط، مؤكدا انها على الرغم من حجم الموارد التي تحصل عليها فان ذلك لن يمنعها من التطاول على رواتب الموظفين.
واضاف عمر في حديث للصباح الجديد، ان حكومة الاقليم وبعد ان فلشت في القيام بالاصلاحات الادارية ومحاربة الفساد، تعمل بالضد من مصالح المواطنين في الاقليم وانها تسعى للخروج من ازمة انخفاظ اسعار النفط بسرقة رواتب الموظفين.
ودعا عمر المواطنين الى عدم قبول هذا الاجراء الذي تنوي حكومة الاقليم القيام به، مؤكدا ان قوى المعارضة مستعدة لان تكون في طليعة اية مظاهر اعتراضية ينظمها الشعب ضد هذه الحكومة وسياساتها الادارية الفاشلة.
واضاف حكومة لا تسطيع ان تمنح رواتب الموظفين التي تستلم 453 مليار دينار منها من الحكومة الاتحادية، لا تستحق ان تحكم وعلى المواطنين ان يخرجوا ضدها وينهون هذا الحكم، حكومة بكل هذه الموارد تفشل في منح رواتب الموظفين ستستمر في التجاوز على حقوق الناس اذا ما سكت الشعب وتنازل عن حقوقه.
ولفت الى ان حكومة الاقليم تحولت الى حكومة قمعية في ظل الضعف الذي تعاني منه قوى المعارضة، وهي تقوم بسجن كل من يتكلم او يكتب ضدها حتى في مواقع التواصل الاجتماعي.