ورود وتهاني للعراقية في عيدها

بغداد – الصباح الجديد:
بمناسبة عيدها، المرأة زهرة الحياة وعنوانها، تواصل الصباح الجديد مشاركتها الاحتفال بعيد المرأة الذي يتزامن مع اطلالة الربيع الذي يضيء النفوس بفيض الامل والتفاؤل والمحبة، حاورت جريدتنا باقة من المبدعات ليدلين باحاديثهن عن هذه المناسبة التي تفرح الجميع، مناسبة للمطالبة بانصاف المرأة ومطالبها وايصال صوتها لتحقيق ماتصبو اليه.

يوم المرأة
اول المتحدثات كانت ايناس البدران القاصة والروائية العراقية المعروفة قالت: ماذا يعني لي يوم المرأة، هو يوم يحتفي به العالم كله مع اطلالة الربيع، يحتفي برمز الحياة والتجدد والنماء، هو يوم تبنته الامم المتحدة عام 1977بصرف النظر عن اللون والعرق والدين للتذكير بضرورة التغيير وتمكين المرأة أي تعليمها وتوفير فرص عمل متكافئة اسوة بالرجل لحمايتها وصون كرامتها، هو يوم للتأمل في التقدم الذي احرزته وتم انجازه ضماناً لحقوقها وحقوق الطفل لأنها مقياس رقي وتقدم المجتمع، كذلك يذكرنا هذا اليوم بأن أي تنمية مستدامة او نهضة منشودة لا يمكن تحقيقها من دون مشاركة المرأة مشاركة فعلية وعلى جميع الصعد بما فيها صنع القرار لتحقيق المرجو من انجازات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية تصب كلها في خدمة المجتمع وصولا الى العدالة والمساواة الاجتماعية وتكافؤ الفرص”.
واضافت ” يمر هذا اليوم على العراقيات وهن مازلن على عتبات الانتظار، انتظار حلول جذرية لمشكلات مزمنة واخرى مستجدة تحوّل من دورة انتخابية الى دورة أخرى، فهن مازلن يعانين اقصاءا وتهميشا وتراجعا خطيرا في الحقوق عبر استهدافهن بالتهديد والخطف وتنوع صور العنف داخل الاسرة وخارجها في ظل ضعف آليات الحماية ومؤسسات انفاذالقانون، مازلنا بانتظار اقرار قوانين مهمة كقانون العنف الاسري الذي مازال يراوح منذ عام 2008 ولم يتم اقراره في البرلمان! إضافة لقوانين أخرى تنصف المرأة كقانون الاحوال الشخصية وغيره، اضافة الى انتشار الفقر والامية واستشراء الفساد والنظرة الدونية التي تبيح وأدها نفسياً او حتى ازهاق روحها من باب الشك والريبة تحت مسميات براقة كغسل العار، تبقى المرأة تجترح معجزتها كل يوم برغم الصعاب واللاأت والتابوات واسلاكها الشائكة”

بطاقات ورود
الفنانة التشكيلية أسماء الدوري قالت : تحية حب وإكبار وإجلال وتقدير وبطاقات ورد معطره إلى كل نساء العالم وبالأخص المرأة العراقية في عيدهن العالمي، سلاماً لكل النساء الصامدات المثابرات على الكفاح لكسب معركتهن مع الحياة، لقد جسدت المرأة العراقية مواقف بطولية خلال مسيرة حياتها، صمودها بوجه التحديات كان أكبر من الصمت والخذلان فأنطلقت لتشارك الرجل في ساحات العمل وأثبتت قدرتها على التألق والإبداع بمشاركتها في التظاهرات للمطالبة بالحقوق المشروعة وإصرارها على تحقيق الإصلاحات لصنع عراق مشرق.

بين الغصة والفرح
الفنانة المسرحية العراقية المغتربة انعام البطاط قالت : برغم أن الثامن من آذار مناسبة تختلط فيها مشاعري الخاصة بين فرح وألم، فهو يوم مولد أخي الأصغر “ربيع” المتوفي الذي عانى المرض طويلًا وفارق الحياة منذ سنين، والذي كنت أحتفل به معه ولأجله فقط، أنا أؤمن بالانسان بقوته الداخلية قبل أن يكون رجلاً أو امرأة، لا استغناء لطرف عن الآخرهكذا خلقنا.
وفي المهجر حيث أعيش وفي أوروبا بالتحديد عانت المرأة ما عانته من عزلة واستهانة بقدراتها وذكائها ومواهبها في مجالات الحياة العديدة والأعمال والتخصصات المتعددة، فقد حوربت المرأة من قبل الرجل وربما من المجتمع ككل .هناك نساء متعصبات أيضاً بعدم السماح لها بدراسة الطب مثلاً أو أن تكون مخرجة سينمائية الخ. وبرغم أنهم تجاوزوا هذا الأمر منذ قرون وحصلت المرأة على حقها في المساواة بما فيه القوانين المسنونة التي تضمن لها حقوقها الشرعية كما هي الواجبات التي عليها، ما زالت المرأة في ألمانيا على وجه التحديد تعاني من بعض التفريق كأن يكون راتبها الشهري أقل من راتب الرجل لنفس الوظيفة أو صعوبة وصولها الى مناصب متقدمة في بعض الشركات”.
وتابعت حديثها أما في العراق فقد عانت المرأة وما زالت من كبح المجتمع الذكوري المتفشي في العراق لها ولوجودها المهم في المجتمع على أوسع نطاق وفي كل المجالات، الآن وما أشاهده وأسمعه من تقدم شجاع وصوت عال للمرأة في احتجاجات الشباب الأكتوبرية ما كان مفاجأة القرون، يجعلني واثقة من أن التغيير مقبل في العراق وما يفرحني كثيراً هي الثورة الداخلية على النفس البشرية ذاتها وقتل الخوف، تحية لهذا الجيل الثائر بشبابه وشاباته ولكل الأمهات اللاتي ساندن في ديمومة الاحتجاجات السلمية، تحية مقدسة لأرواح الشباب ودمائهم النقية …كلكم تستحقون الحياة الكريمة، وكل عام والمرأة في كل العالم بألف خير.

تحية للمرأة
حارسة مرمى نادي القوة الجوية النسوي نور صباح تقول:تحية للمرأة العراقية في عيدها، زهور وتهاني لهذه المثابرة الصابرة وهي ترسم خطوات إنسانية الوانها الحنان والمحبة، تحية من القلب لكل النساء، في هذا العيد البهي أقول للمرأة :رؤية وجهكِ تكفي لبداية يوم من جديد فانتِ الامل، انتِ المطر، وانتِ كما قال القيصر:الخطرة، القوة، النمرة، فهيا غني وعيشي وكوني فرساً يا سيدتي “.

أرفع القبعة
الفنانة المسرحية الأردنية أسماء مصطفى شاركتنا الاحتفال وانارت جريدتنا بكلمة جاء فيها: في عيد المرأة ارفع القبعة اولا احترامًا وتقديرًا لدور المرأة العراقية سواء ام اخت زوجة متعلمة، فنانة وما قدمته مؤخراً وقوفًا جنباً الى جنب وكتف بكتف مع اخيها الرجل في احتجاجات تشرين وميادين التحرير في العراق ، ثانياً لان المرأة هي الحب لا الحرب، هي الثورة لا العورة، هي امنا الطبيعة والحضارة والحياة والحكمة تنطق على شفاهها، لذا على النساء دومًا ان يكن بطلات قصتهن، لان الحياة لا تتحرك في ظل شخص آخر لذا على المرأة دوما ان لاتنتظر ان تكتسب حقوقها سواء من الرجل او المجتمع، لا الحقوق تنتزع انتزاعاً، بالثقافة والتعليم والتمكين عليها ان تغير نظرة المجتمع لها ،وجودها مع الرجل سند لذا لا فصل بين حقوق الرجل والمرأة وعلى المرأة ان تغير المجتمع لا ان يغيرها المجتمع .
لست مع الخطاب النسوي في يوم المرأة لان المرأة ليست يوماً هي كل الايام والأعوام ،وتاريخنا من الحضارات حتى الان يشهد بتجارب عديدة لنساء غيرن العالم لان المرأة انجبت العالم”

في عيدها العالمي بلا عيد
الاعلامية سعاد حسن الجوهري قالت : مع احتفالات المرأة العراقية ومشاركتها بقية قريناتها في العالم احياء ذكرى يوم المرأة العالمي سؤال يطرح نفسه بقوة : كيف يكون شكل امهات ونساء وبنات العراق في هكذا مناسبة مهمة؟
الجواب لا يمكن اختزال كل معاناة المرأة العراقية فيه مهما فسح لنا المقال المجال.
نعم فبرغم الفرص التي وفرتها الحقبة الديمقراطية في العراق منذ ٢٠٠٣ للمراة سياسياً ومنظماتياً واعلامياً الا انني ما زلت اصر على انها لم تحصل الا على جزء قليل من حقوقها و الذي أعده مجحفاً بحقهن سيما وان ما اقول يتزامن مع عيد المرأة العالمي والذي لا يتناسب مع حجم معاناتهن كونهن يعلن اسراً وصاحبات مسؤولية. فنصف المجتمع ما زال يعاني قسوة بعض التشريعات السائدة في العراق. ونصف المجنمع ما زال يقطع رحلة الاسترزاق الشاقة في المصانع والمعامل وبيوت الخدمة وارصفة الشوارع وزوايا الاسواق وغيرها.
والمشكلة تكبر حينما عجزت كل اللجان البرلمانية المعنية بشآن المرأة والاسرة في جميع الدورات السابقة واللاحقة عن انصافهن واحقاق حقوقهن. والمشكلة ايضا تكمن في عدم تلبية عشرات منظمات المجتمع المدني عن اداء هذا الدور كون العديد من تلك المنظمات دخلن تحت عباءة الاحزاب السياسية وابتعدن عن اداء المهام المطلوبة. على وفق ما طرحت أي رؤية وطنية علمية حريصة قادرة على انتشال المرأة من العنف الاسري والمجتمعي وينقذها من شبح شظف الحياة بكون ان قضيتهن اصبحت قضية رأي عام يحث اصحاب القرار على انصاف ابناء الوطن وتأمين متطلبات عيشهم بكرامة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة