متابعة الصباح الجديد:
فرضت طبيعة فيروس كورونا المعدية على المسؤولين في الدول التي انتشر فيها إلغاء فعاليات كبرى وإغلاق مناطق بأكملها لمنع انتشار الفيروس أو تخفيف سرعة الانتشار حتى التوصل إلى طرق للقضاء عليه أو حتى التعامل مع تبعاته.
ويتزايد تعداد الحالات سريعا وتتوالى التصريحات من منظمة الصحة العالمية ومن المسؤولين المحليين معلنة مستجدات الوضع داعية الناس إلى اتخاذ ما يلزم من حيطة أو نافية وجود الفيروس في البلاد.
دول متهمة بالتكتّم
على وجود الفيروس فيها
تخلو بعض الدول العربية من الفيروس حسب تصريحات المسؤولين فيها. لكنّ تمسّك وزارة الصحة المصرية بنفي وجود أي إصابات بفيروس كورونا على أرضها يثير جدلا محتدما على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت مصر أعلنت عن رفع العزل عن شاب صيني قالت إنه تعافى من المرض، لكنها تنفي وجود أي حالات إصابة أخرى.
وفي أحدث تصريحاتها، قالت وزيرة الصحة المصرية «هالة زايد» إنه حتى ساعة حديثها لبرنامج تلفزيوني مصري السبت، لا وجود لأي مشتبه في إصابته بالفيروس في مصر.لكن وزير الصحة الفرنسي «أوليفيه فيران» أعلن أن ستة من المصابين بفيروس كورونا في فرنسا كانوا في مصر ضمن رحلات سياحية منظمة. وكان وزير الصحة الفرنسي قال في وقت سابق إن اثنين من المصابين في فرنسا قدموا من مصر.
فتحت السلطات المصرية تحقيقا في الإعلان الأول الخاص بحالة فرنسيين قادمين من مصر وقالت وزيرة الصحة أن نتائج التحقيق «تؤكد أن إصابات الفرنسيين لم يكن مصدرها مصر في الغالب» بينما قالت منظمة الصحة العالمية في بيان إن الحالتين المسجلتين في فرنسا كانتا في زيارة سياحية إلى مصر وإن مكان الإصابات ما يزال قيد التحقيق.
تضارب الأنباء بشأن
وجود الفيروس
وطالب النائب في البرلمان الكويتي ماجد المطيري حكومته بإعداد خطة سريعة لإجلاء الطلبة الكويتيين في الجامعات المصرية إذا ثبت انتشار الفيروس في مصر.
وكان النائب الكويتي محمد براك المطير، قد قال في تغريدة على صفحته الرسمية على تويتر إنه أبلغ وزارة الصحة في بلده بأنباء عن انتشار فيروس كورونا في مصر وسط ما وصفه بالتعتيم الإعلامي هناك. وطلب المطير من الوزير التعامل مع الأمر حتى لو استدعى الأمر وقف الرحلات الجوية بين مصر والكويت خاصة مع استعداد المقيمين المصريين للعودة إلى الكويت بعد انقضاء العطلة.
أثار تصريح النائب الكويتي انزعاجا وسخرية من مصريين وكويتيين قالوا إن الأحرى بالكويت منع مواطنيها من السفر لانتشار الفيروس فيها.
تعتيم متعمّد أم عجز
عن حصر الحالات؟
يقول مدافعون عن موقف وزارة الصحة المصرية إن فيروس كورونا قد يكون موجودا في مصر فعلا، لكن هذا لا يعني بالنسبة إليهم أن المسؤولين يتعمّدون الإنكار.
وحجتهم في ذلك أن المصالح الصحية لن تجري اختبارات لأكثر من مئة مليون مواطن مصري حتى تتأكد من وجود الفيروس من عدمه.
وزارة الصحة لن تعلم بوجود إصابات إلا إذا مر المصاب بأحد المراكز الصحية أو نقل المستشفى أو تقدّم بنفسه للمصالح الصحية لشك في إصابته في معظم الأحيان.
ومن غير المتوقّع طبعا أن يلجأ كل من شعر بأعراض المرض إلى المختصين للإبلاغ، خاصة وأن أعراضه شبيهة جدا بأعراض الأنفلوانزا من أنواع أقل خطورة.
هل تغلب السخرية الخوف؟
يتعامل المختصون الصحيون والمسؤولون مع فيروس كورونا كخطر داهم يسابقون الزمن للحدّ من انتشاره وتجاوز هذه الفترة بأقل الأضرار.
لكن تعامل بعض مستعملي وسائل التواصل الاجتماعي مع «المخاوف» من انتشار الفيروس ومع التشكك في وجوده في مصر من عدمه مختلف ومميّز.
فقد قرّروا التعامل مع الأمر بسخرية وأطلقوا العنان لخيالهم ولروح الدعابة فيهم، فانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي طرائف وصور وأغان شعبية حتى، حول «الكورونا».
وحازت تعليقات وزيرة الصحة المصرية «هالة زايد» على الأخبار المتعلقة بوجود الفيروس من عدمه في مصر على النصيب الأوفر من التعليقات الساخرة.
بلدان سخرت منه ُ
في تونس أيضا تعامل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي مع أخبار اقتراب الفيروس من بلادهم أو ربّما وجوده فيها من دون «علم المسؤولين» أو من دون «تصريح رسمي» بذلك، باستخفاف وسخرية خاصة مع انتشار الفيروس في إيطاليا البلد الأوروبي القريب من تونس والذي تعيش فيه جالية كبيرة من التونسيين. وهلّل البعض لأنباء غير دقيقة عن إمكانية إغلاق الحدود التونسية أمام الإيطاليين والحال أن إيطاليا هي عادة من تغلق حدودها في وجه تونسيين يخاطرون بحياتهم للوصول إليها.
حتى أن بعضهم أوجد مجموعة على فيسبوك باسم «مصابي فيروس كورونا في تونس»! يتبادلون فيها التعليقات الفكاهية والسخرية من الفيروس ومن الاجراءات الاحترازية التي تقوم بها السلطات التونسية لمنع تفشي المرض أو غيابها!
وتعلن السلطات التونسية كل حين عن مشتبه بحملهم للفيروس لتعود وتعلن الإفراج عنهم لإثبات التحاليل الطبية سلامتهم، ومنهم أجانب ومنهم تونسيون عائدون من الخارج.
هل تعني السخرية من أمر ما بالضرورة الاستخفاف به؟
كما يتداول كثيرون التعليقات الطريفة بشأن فيروس كورونا، يعرب آخرون عن انزعاجهم من «استخفاف البعض» بهذا الخطر الذي يهدد العالم بأجمعه.
ويقول بعضهم إن في السخرية من المرض لامبالاة بمخاوف الآخرين وبآلام من أصيب به.
في حين يرى كثيرون أن هذه السخرية تزيد من خطورة انتشار الفيروس خاصة وأنها تعزز فكرة تجاهل ضرورة الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة وتقلل من وعي الناس بجديّة التهديد الذي يمثله.
وقد يكون الأمر كذلك في بعض الأحيان، بالتأكيد. لكنّ السخرية أيضا سلاح للتغلب على الخوف من شيء قد لا يكون بيـدك منـع حدوثـه!
وهي كذلك وسيلة لإقناع النفس بأن ما يواجهك ليس بالفظاعة التي تتخيلها، فتحاول بداية تصنع الاستخفاف به فتسخر منه وبتكرار الأمر تجد أن في عقلك ما يقول لك أن الأمر ليس مخيفا كما كنت تعتقد. وقد يساعدك هذا كثيرا على مجابهة الأمر.