بعد ان قدمت 1500 شخص بين قتيل وجريح
ديالى ـ خاص:
اصدر ما يسمى بالافتاء الشرعي المرتبط بتنظيم داعش في حوض حمرين بمحافظة فتوى توجب على عناصر التنظيم ابادة ابناء قبيلة الزركوش بتهمة التعاون مع الحكومة الاتحادية و( الردة عن الاسلام)، وفيما بينت الفتوى بان من يقتل ايا من الزركوش سيضمن دخول الجنة، حذر ناشطون في حقوق الانسان من حصول مجازر بحق ابناء القبيلة الزركوش ودعوا الحكومة الاتحادية الى حمايتهم من اي هجمات محتملة.
وقال رئيس قبيلة الزركوش في ديالى عبد الصمد سالار الزركوشي في حديث الى» الصباح الجديد»،ان «ما يسمى بالافتاء الشرعي المرتبط بتنظيم داعش في حوض حمرين ( 50كم شمال شرق بعقوبة ) اصدر مؤخرا فتوى شرعية تبيح ابادة ابناء القبيلة بتهمة التعاون مع الحكومة المركزية وانخراط اغلب رجالها في الحشد الشعبي استجابة لنداء المرجعية الدينية في الذود عن الوطن وحماية استقراره».
واضاف الزركوشي ان «داعش تتهم الزركوش بالردة عن الدين بسبب الانتماء القومي والمذهبي للقبيلة التي اعطت دماءاً غزيزة خلال السنوات الماضية دفاعا عن مناطقها في مواجهة الفكر المتطرف الذي وجد له حواظن كثيرة خاصة في حوض حمرين، وباتت منطلقا له لشن هجمات بشعة بحق الابرياء راح ضحيتها اكثر من 1500 من ابناء القبيلة بين قتيل وجريح، ناهيك عن تدمير مئات المنازل السكنية وتهجير آلاف العائلات «.
واشار الزركوشي الى ان» فتوى داعش اشارت الى ان من يقتل ايا من ابناء قبيلة زركوش سيدخل الجنة دون حساب، مما يظهر حجم الكراهية والحقد الدفين على ابناء القبيلة لانها واجهت المتطرفين بحزم وكان لها مواقف مشرفة على مدار السنوات الماضية في منع التنظيمات التكفيرية من السيطرة على مناطق عدة في حمرين».
الى ذلك قال احد افراد القبيلة ويدعى عبد الخالق محمود الزركوشي ان» عدد افراد قبيلة الزركوش في ديالى يزيد عن 50 الف نسمة، ويتركز وجودهم في حوض حمرين والسعدية ومناطق أخرى، وتعرضوا الى ابشع عمليات قتل خلال السنوات الماضية، بدأت اولى فصولها على يد القاعدة وانتقلت الآن الى داعش الذي اصدر فتوى تبيح ابادة ابناء القبيلة ومصادرة املاكهم اينما كانت».
واوضح وهو احد وجهاء القبيلة ان» القاعدة والتنظيمات المتطرفة الأخرى اصدرت 9 فتاوى ضد قبيلة الزركوش مما تسببت في حصول مجازر مروعة خاصة استخدام العمليات الانتحارية في استهداف سرادق العزاء في مناسبات عاشوراء ما ادى الى استشهاد واصابة العشرات، ناهيك عن تدمير اكثر من 400 منزل وتهجير نحو 10 الاف أسرة الى مناطق اخرى».
وبين ان» قبيلة الزركوش باتت مستهدفة بشكل واضح من كل التنظيمات المتطرفة وهي تدفع ثمن الانتماء القومي والمذهبي في آن واحد»، لافتا الى ان «مراحل ابادة القبيلة ارتفعت وتيرتها مع بروز داعش والذي يسيطر على مناطق واسعة في محيط القبيلة وخاصة في حوض حمرين».
ودعا الزركوشي» الحكومة الاتحادية الى حملة انقاذ واسعة لقبيلة الزركوش تتضمن نشر قوات ساندة اضافة الى تطهير المناطق التي تخضع لسيطرة داعش والتي باتت مصدر لاطلاق قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا على قرى القبيلة في الاسابيع الماضية ما اسفر عن وقوع اصابات وخسائر مادية كبيرة بالمنازل السكنية».
من جانبه أكد عضو مجلس النواب عن محافظة ديالى فرات التميمي « تعرض قبيلة الزركوش الى حملات إبادة جماعية منذ سنوات عدة قادتها تنظيمات متطرفة عدة بهدف احداث تغييرات ديمغرافية في مناطق عدة ومنها حوض حمرين».
واضاف التميمي ان» الزركوش تعرضوا منذ اسابيع الى حملات شعواء تتضمن القصف بالهاونات في مسعى لتهجيرهم «، داعيا « الحكومة الاتحادية الى شن عمليات عسكرية تؤمن حماية قرى زركوش وتبعد شر المتطرفين عنها».
وانتقد التميمي ما اسماه « صمت الكثير من وسائل الاعلام عن معاناة اهالي الزركوش في ديالى وعدم نقل ما يتعرضون له من مجازر بشعة على يد التنظيمات المتطرفة والتي تريد النيل من اي قبيلة تعارضهم وتواجههم بقوة وحزم».
في السياق ذاته حذر الناشط في حقوق الانسان في بعقوبة مسعود الربيعي من «حدوث مجازر بشعة عقب فتوى داعش باباحة دماء قبيلة الزركوش في محافظة ديالى»، لافتا الى ان ما تتعرض له القبيلة جريمة ابادة جماعية متكاملة الاركان تحتاج الى تدخل حكومي من اجل منع حصوله».
واضاف الربيعي ان» غالبية ابنءا قبيلة زركوش يسكنون في مناطق ساخنة وخطرة للغاية خاصة في محيط حوض حمرين والتي اغلبها بات حواظن للجماعات المتطرفة» مشدداً على « ضرورة توفير مساعدات انسانية للأهالي والعمل على دعم ابنائهم في الدفاع عن انفسهم بعد صدور فتوى داعش الاخيرة».
من جهته اشار الناشط في مجال حقوق الانسان في بعقوبة حبيب الصالحي الى «وجود محاولات للتعتيم على الجرائم المروعة التي استهدفت افراد قبيلة الزركوش خلال السنوات الماضية من قبل اطراف لاتريد ان تنكشف خفايا عمليات استهداف القبيلة «.
واضاف الصالحي ان» اكثر من الفين من ابناء قبيلة زركوش سقطوا بين قتيل وجريح ناهيك عن آلاف العائلات المهجرة والمنازل المدمرة، ولم نجد اي لجنة تحقيق حكومية تبادر الى نصرة المظلومين او على الاقل توفير الدعم الانساني للأسر المنكوبة».
وتوقع الصالحي» ان تدفع الزركوش المزيد من دماء ابنائها عقب فتوى داعش الاخيرة والتي اعطت الضوء الاخضر لممارسة عملية ابادة جماعية بحق الاف من الابرياء بسبب مواقفهم الرافضة للتطرف والتكفير».
وتعد قبيلة الزركوش من اكبر القبائل في حوض حمرين بديالى وتعرضت على مدار السنوات الماضية الى هجمات دامية من قبل الجماعات المتطرفة ادت الى قتل واصابة اللآلاف من ابنائها وتهجير الكثير منهم.