في مشهد لا تراه ألا في ساحة التحرير ساحة الاعتصام والبطولة ، حيث الصور الجميلة الزاهية التي يرسمها أبناء هذا الوطن الجريح، تجد فتيات يتقدمن في الصفوف الأولى كما هو حال الرجال ،تجدهن في ساحات الاعتصام « ساحة التحرير « منذ الأيام الأولى للتظاهرات .
بعضهن يحملن خبزاً يوزعنه على المتظاهرين ، وهناك من توزعن لتنظيف النفايات وكنس الشوارع ، وهناك مجموعة من الفتيات يحضرن بشكل تطوعي كل يوم من اجل تقديم شتى الخدمات من اسعاف الجرحى واعداد طعام الى تنظيف الساحة وتخليصها من النفايات .
وهناك الكثيرمن الصور والرسومات عبرت عما بداخل الشباب واحلامهم وتقول ماعجز اللسان عن قولهِ، نقشت بأنامل فتيات شاركن في هذه التظاهرات وحتى الخيام الطبية لاتخلو من طبيبة هنا وممرضة هناك يسعفن الجرحى ويساعدنهم .
يهتفن للإصلاح ومحاربة الفساد ويرسمن على جدران التاريخ اجمل الصور ،ويضمدن جراح المتظاهرين ويعدن الطعام لهم .
ادوار كثيرة ومتنوعة تقوم بها القارورة العراقية مساندة اخاها واباها وابنها ، ادوارها تمثل عصب الحياة في ساحة الاعتصامات هن نساء العراق اللواتي لاتكتمل الصورة الا بهن . اذ هناك مشهد لا تجده الا في ساحة التحرير عذراً لكم فالحقيقة لايمكن ان تتغطى بغربال .فهناك أمرآتان ضحتا بالمال والجهد لتقديم خدمة للمتظاهرين وهن باصعب الظروف المادية حيث تقف « ام سلوان « في احد اركان ساحة التحرير تنصب غسالتين لغسل ملابس المتظاهرين والمسعفين والأطباء . وقد اشترت أحداهما الغسالة بالاقساط لعدم امتلاكها المال الكافي فهي لأتملك حتى مبلغ ايجار منزلها الشهري .
آما « ام عباس « فقد تبرعت بغسالتها المنزلية الى المتظاهرين وبوقتها وجهدها لغسل الملابس ، فمنذ اكثر من أسبوعين وهي تتواجد في ساحة التحرير تقدم خدمات للشباب المتظاهرين من بغداد والمحافظات وإبطال المطعم التركي .
ساحة التحرير كانت ومازالت شاهداً على ما فعلته وقدمته المرأة في مساندة الرجل من أجل وطن خال من الظلم والفساد والقضاء على المحاصصة والتحزب الذي أنهك البلاد، رافعات شعار « أريد وطن « أمهات وأخوات وصديقات توزعن كفراشات ينثرن عطرهن ويكتبن أجمل القصص للتاريخ الذي ينحني لهن فهن ملح وزاد هذه الأرض ، فسلاماً لكن أيتها الطيبات ورحمة الله وبركاته …
زينب الحسني