الروتين الحكومي

هناك مثل شعبي يقول ان ( نفس الحكومة طويل ) وهو د لالة على ان سير المعاملات الرسمية يجري على ظهر سلحفاة عجوز ! وربما يؤيدني من اكتوى بمراجعة الدوائر الحكومية على شتى قطاعاتها ، فهناك من الموظفين من يتعمد في تأخير المعاملة حتى لو كانت اصولية واغلبهم ولا اقول كلهم يريدون بهذا الاجراء اضفاء شيء من البيروقراطية على عملهم ، فاذهب الى ( ابو فلان او ام فلان ) ولا يدري المراجع من هم اولئك الموظفون ، مع غياب عناوين واسماء الاقسام التي يجب ان تمر المعاملة عبرها ، واغلب دوائر الدولة صارت تتعامل بطريقة الرشوة كجزء من الروتين الحكومي وعلى المواطن ان يذعن لهذا الروتين المستجد .
اما الروتين الاخر فهو مستحدث قريباً ومنه صحة الصدور تداركاً لكل التزوير الذي قد حدث بعد احداث عام 2003 وكثرة التلاعب في المستمسكات الحكومية خاصة الوثائق منها ، وهذا الروتين لا يطبق على الجميع بل على القلة الذين ليس لديهم انتماءات كتلوية ومحسوبية على مستوى رفيع
الروتين الحكومي يطبق على البعض اما البعض الاخر فهم في مأمن منه حيث تنشط المكالمات والرسائل عبر النقال للذين يحتمون بالمتنفذين في كل مكان ، والروتين الحكومي كان احد الاسباب في تلكؤ اغلب المشاريع الخدمية والاستثمارية وخاصة للشركات الاجنبية التي لم تكن تعتاد على سلسلة طويلة في معاملات التنفيذ او الموافقة على تلك المشاريع ، فكان التاخير في الانجاز احد اسبابه الروتين ، اذكر ان دراسة قد اعدها احد المعاهد في اميريكا عن الاداء الحكومي في العراق ومدى نشاط الدوائر الخدمية فكانت النتيجة ان اغلب موظفي الدوائر الحكومية يعملون لمدة ( 17 دقيقة ) في اليوم وباقية ساعات الدوام وهي سبع ساعات تذهب هدرا وهي بالتالي تعد ( البطالة المقنعة ) لتزيد من نسبة البطالة الفعلية الناجمة عن توقف انتاج اغلب معامل القطاع الحكومي والقطاع الخاص الى جانب غياب المتابعة والرقابة تقفان وراء انتشار الروتين وهيمنته على مفاصل اغلب الدوائر ، ففي جولة بسيطة لاحدى الوزارات سنجد ان وقت الموظفين موزع بين تناول الافطار والغداء وصلاة الظهروان اعداداً كبيرة من الموظفين محشورون في غرف لا يتابعون سير المعاملات حتى خلال هذه المدة القصيرة وهي ال(17) دقيقة بل يقضون جل وقتهم في شؤونهم الخاصة ، وهم يفعلون ذلك كجزء آخر من الروتين المستجد اما المراجع فامره الى الله .
سهى الشيخلي

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة