المحطة الاخيرة ..

-1-
لا نذيع سراً اذا قلنا :
ان الملك فيصل الثاني بلغ الثامنة عشرة من عمره في الثاني من أيار 1953 وتوّلى السلطة الدستورية كملك للعراق .
وبهذا تكون وصايةُ خالِهِ الامير عبد الاله عليه قد انتهت دستورياً لبلوغه سن الرشد .

-2-

ولكنَّ الملاحظ :
انّ إحكام قبضة الخال على الملك بقيت كأقوى ما تكون ..!!
يقول ناجي شوكت :
( كان على مَنْ يودُ مقابلةَ الملك أنْ يحظى بمقابلة وليّ العهد أولاً ) ..!!
وهنا لابُدَّ لنا من الاشارة الى أنَّ هذه السيطرة مِنْ قِبَلِ الخال على ابن اخته، كانت مرفوضة من قبل معظم رجالات العراق ، وبضمنهم بعض كبار الشخصيات السياسية العراقية المعروفة بولائها للحكم الملكي .

-3-

والملاحظ ايضا :
ان الفترة الممتدة مابين 2/5/1953 -14 / 7 / 1958 – وهي فترة قصيرة نسبياً شهدت قيام تسع وزارات .
وهذا العمر القصير للوزارات كاشف بحد ذاته عن وجود العديد من الاختلافات بين رجال العهد الملكي أنفسهم وبين (وليّ العهد) القابض بيدٍ مِنْ حديد على معاقد الأمور .

-4-

وقد حاول وليَّ العهد – المهدّدُ بانتهاء ولاية عهده بمجرد ان يرزق الملك فيصل الثاني بولد – أنْ يعمل بشكل مكثّفٍ على أمرين :
الاول : التعويل الكبير على تقوية الأواصر بين العراق وامريكا وصولاً الى الحدّ الذي يجعلها الأقوى اذا قِيستْ بالعلاقة العراقية – البريطانية .
الثاني :
تحريك الوزارات العراقية – في السر والخفاء – للعمل على ايجاد كرسيّ له يتربع عليه ليكون ملكاً لاحدى الدول العربية ..!!
وكانت النية متجهة الى تنصيبه ملكا على القطر العربي السوري
وكلُّ ذلك باء بالفشل .

-5-

ولم يكن ناجي شوكت – وهو رئيس وزراء سابق – مرتاحاً لكل ما يقوم به ولي العهد فتلقى من البريد رسالة تهديد جاء فيها :
” فنحن الآن على استعداد لمحاسبتكم حساباً عسيراً يؤدي بحياة كل واحد منكم اذا ارتكب اي عمل يؤيد للجبهة الشيوعية باعطاء البرقيات والتصريحات بالصحف أو باصدار النشرات السرية، فاننا عاهدنا الله بانزال عقوبة القتل لكل من يخون هذا الوطن ولا يخلص للمليك والوطن والدين، واننا نعتبر هذه الرسالة بمثابة انذار لكم وسترون الخائنين اي منقلب ينقلبون .
يقول :
كان التاريخ على الطابع الملصق على الظرف 27/5/1958
واما الجهة المرسلة فلم تفصح عن هويتها بوضوح ..
سيرة وذكريات /ص608

-6-

وفي أواخر نيسان عام 1958 زار ناجي شوكت عديله كامل الجادرجي وأخبره بقرب سفره الى خارج العراق للاصطياف – ،وكان الجادرجي يومها مسجونا في سجن بغداد المركزي، وقد خصصت له غرفة خاصة باعتباره محكوما سياسيا –
قال الجادرجي لعديله .
” تم الاتفاق على الخطة المرتقبة وستنتهز الفرصة المناسبة والساعة الحاسمة لانزال الضربة القاصمة “
واقترح على ناجي شوكت البقاء في العراق .
أما الجهة التي أشار اليها الجادرجي فهي (الجبهة المتحده) المسماة ( اللجنة الوطنية العليا )
ولا تتسع هذه المقالة الوجيزة لكثير من التفاصيل .

حسين الصدر

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة