حذام يوسف طاهر
القصيدة الشبابية وما حولها وبينها .. شكلها، فكرها، هذا هو محور ملحق زاد لهذا الأسبوع، والذي حرص فيها فريق جريدة الصباح الجديد، ان يسلط الضوء على الشباب العراقي من الشعراء، ويكتشف ما يفكرون به، وما يحلمون به لمستقبل نتمنى معهم ان يكون زاهراً يليق بهم كشباب عراقي محب للحياة والفن والادب.
منذ مدة وانا اجمع آراء عدد من الادباء من الجنسين، بشأن مصطلح القصيدة الشبابية، والإشكالية التي رافقت هذا التوصيف، فهل حقاً هناك قصيدة شابة وأخرى (هرمة)؟!! ولماذا يلجأ النقاد الى هذه التوصيفات.
تميز الشعراء الشباب في كتابتهم للقصيدة، وعلى أساس ما اطلعت عليه وما سمعته منهم في الجلسات الشعرية، بجرأتهم في كسرٍ للتابوات الثلاثة (السياسة، الدين، الجنس)، بعضهم ربما يبالغ الى حد ما، في اعتماده على مفردات جريئة حد ال(وقاحة)، وبرغم اعتراضات الادباء الرواد الا انهم يبدون فخورين بكتاباتهم وينظرون إليها على انها ثورة على المألوف.
من الشعراء الشباب من تميز بإلقائه لنصوصه الشعرية، ولم يعتمد على الطريقة الكلاسيكية في القراءات الشعرية، بل اتخذ له خطاً خاصاً به، منهم الشاعر كاظم خنجر من بابل، الذي قرأ قصيدة، في الملتقى الأول للشعراء الشباب، في بغداد، اذ قرأ قصيدته (نحن العراقيين) من آخر القاعة وليس على المنصة، بدأها مردداً لمرات عديدة: (بللك الدم .. بللني الدم) ثم راح يقرأ نصه وهو يدور في القاعة ومنه:
الجنود الأميركان في الهليكوبتر يرمون المناشير بسواعد موشومة على نسائنا النائمات فوق السطوح نحن العراقيين
يومياً على الغداء تضع امهاتنا لنا الطائفية في الصحون نأكل منها حتى نبلغ افواهنا نحن العراقيين
نصنع ابواب بيوتنا من الحديد لنصدأ خلفها
نحن العراقيين
نطلق النار عندما يموت أحدنا حتى نقتل الاخر
نحن العراقيين (دودة نائمة في تفاحة العالم)
ثم عاد ليكرر عدة مرات (بللني الدم بللك الدم) قبل ان يصل الى آخر القاعة ثم يمزق اوراق قصيدته ويغادر القاعة!، هذه الطريقة في الالقاء توضح بنحو جلي، ان الشعراء الشباب تميزوا عن اساتذتهم وتفوقوا في طريقة العرض ان جاز لي التعبير، ولكن الجميع يتفق ان ليس هناك مبرر لتسمية أي نص بالقصيدة الشبابية، فالشاعر هو الذي يرسم شباب نصه اوكهولته.