تحتوي 1597 قطعة نادرة
وداد ابراهيم
يعد المقتني والباحث في تاريخ النقود الإسلامية عبد الله شكر الصراف، الأكثر جرأة، والأكثر ثراء بحسب رأي عدد من الآثاريين، والمختصين بالمسكوكات الإسلامية في المتحف العراقي.
جاء الصراف الى المتحف العراقي، محملا بمسكوكات من الذهب، والفضة، والنحاس، ليهديها الى المتحف. حيث يمتلك الصراف أكبر قاعة للمسكوكات الإسلامية في المتحف، واسمها قاعة الصراف.
تقول السيدة ثريا الابنة الوحيدة للصراف: اغلقت القاعة قبل احداث عام 2003، واودعت كل محتوياتها في القبو مع كنوز من الاثار، تحسبا لوقوع الحرب، وظلت تلك المحتويات بانتظار من يرتبها بشكل جديد، وحين تقدمت بطلب الى دائرة الاثار والتراث لإعادة افتتاح القاعة وترتيب محتوياتها ولتكون مهيأة لاستقبال الزوار، لاقى طلبي ترحيبا مشجعا، وعرضت عليّ المساعدة من الجميع.
واضافت: قررت ان أشرف بنفسي على مشروع افتتاح قاعة والدي، والتي تتضمن مقتنياته من المسكوكات الاسلامية من الذهب، والفضة، والنحاس مع دراسات، وابحاث تخص مقتنياته لتكون القاعة بحد ذاتها بمنزلة متحف، وسيكون هناك افتتاح رسمي للقاعة من الآثاريين والمسؤولين في دائرة الاثار، حسب الاتفاق مع رئيس هيئة الاثار والتراث.
وتابعت: ستكون هناك لجنة مختصة من الآثاريين تشرف على اخراج المسكوكات من المخزن الى القاعة، ما يزيدني شعورا بالوفاء لوالدي الذي أفنى حياته في البحث عن المسكوكات داخل العراق وخارجه، بعد ان ترك له والده في صغره قطعتين من النقود في كيس من القماش، وقال له: لا تفكر ببيع هذه القطع النقدية، انها تجلب لك الحظ، والرزق، وحين بلغ السابعة عشر من عمره دفعه فضوله لمعرفة سر هذه القطع، فذهب بها الى أحد الصاغة في الكوفة ليخبره الصائغ بأنه يمتلك قطع نقدية من الذهب نادرة، وتعود الى اول عهد ضربت به النقود.
وكانت هذه بداية بحثه عن المسكوكات في الأبنية المهدمة، والأماكن المهجورة، إضافة الى انه كان يشتريها من الأسواق، والهواة، بل دفعه شغفه، وحبه، لدراسة الخط الكوفي، ودراسة تاريخ النقود، والبحث وراء القطع النقدية النادرة في كل مكان وشرائها، وتقول: اصبح والدي مرجعا مهما للنقود، والمسكوكات بكل أنواعها، وامتلك خبرة واسعة في فك الكتابات، والرموز التي تكتب على أي نقد مهما كان، ليصبح عدد القطع النقدية 1597 قطعة تعود للعهود الإسلامية، وهناك أيضا نقود تعود للعهد الساساني، وفي عام 1969 جاء بها الى المتحف كهدية، ولتكون ملكا لكل عراقي. فثمّن المتحف هذه المبادرة وفتح له قاعة حملت اسمه بتاريخ 18/3/1969 وحين تعرض المتحف لأكبر عملية سرقة عرفت من أصحاب الشأن ان كنز والدي قد حفظ في أكياس داخل قبو وعرفت انها فعلا كانت قد جلبت الحظ، والفأل الجيد لوالدي رحمه الله.